لحظة جنون

لحظة جنون واتملكتني
مشاعري فجأة كلبشتني
مدّت إديها وسلـّمت
..نفسي اتخطف والربكة جاتني
**
الكون سكت واتكلـّمِتْ
مِلكتني لمّا اتـْبسّمِتْ
قلبي انتعش .. صوتي ارتعش
روحي إليها استسلمت
**
نسيت عيونهم وسرحت فيكي
معرفش إيه وقعني بيكي
قفلت عقلي واديتكوا ضهري
ولقيتني قاعد أرسم عينيكي
**
موجة ف عيونك عليّا فاضت
ودّت وجابت ..خدت ما سابت
وانا اللي كنت جدع وثابت
أهي نظرة واحدة دوختني
**
لحظة جنون واتملكتني
لكنها لحظة وسابتني
وفقت منها لقيت عيونها
!! بتقوللي حيلك
!!الناس كلتني
ben Azzam
23-6-2007

على اسم مصر


النخل في العالي والنيل ماشي طوالي
معكوسة فيه الصـور .. مقلوبة وانا مالي
يا ولاد أنا ف حالي زي النقش في العواميد
زي الهلال اللي فوق مدنة بنوها عبيد
وزي باقي العبيد باجري على عيالي
باجري وخطوي وئيد من تقل أحمالي
محنيه قامتي .. وهامتي كأن فيها حديد
وعينيا رمل العريش فيها وملح رشيد
لكني بافتحها زي اللي اتولدت من جديد
على اسم مصر
*******
مصر .. التلات أحرف الساكنة اللي شاحنة ضجيج
زوم الهوا وطقش موج البحر لما يهيج
وعجيج حوافر خيول بتجر زغروطة
حزمة نغم صعب داخلة مسامعي مقروطة
في مسامي مضغوطه مع دمي لها تعاريج
ترع وقنوات سقت من جسمي كل نسيج
وجميع خيوط النسيج على نبرة مربوطة
اسمعها مهموسة والا اسمعها مشخوطه
شبكة رادار قلبي جوه ضلوعي مضبوطة
على اسم مصر
******
وترن من تاني نفس النبرة في وداني
ومؤشر الفرحة يتحرك في وجداني
وأغاني واحشاني باتذكرها ما لهاش عد
فيه شيء حصل أو بيحصل أو ح يحصل جد
أو ربما الأمر حالة وجد واخداني
انا اللي ياما الهوى جابني ووداني
وكلام على لساني جاني لابد اقوله لحد
القمح ليه إسمه قمح اليوم وأمس وغد
ومصر يحرم عليها .. والجدال يشتد
على اسم مصر
*****
على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء
أنا مصر عندي أحب وأجمل الأشياء
باحبها وهي مالكه الأرض شرق وغرب
وباحبها وهي مرميه جريحة حرب
باحبها بعنف وبرقة وعلى استحياء
واكرهها وألعن أبوها بعشق زي الداء
واسيبها واطفش في درب وتبقى هي ف درب
وتلتفت تلقيني جنبها في الكرب
والنبض ينفض عروقي بألف نغمة وضرب
على اسم مصر
*****
مصر النسيم في الليالي وبياعين الفل
ومرايه بهتانة ع القهوة .. أزورها .. واطل
القى النديم طل من مطرح منا طليت
والقاها برواز معلق عندنا في البيت
فيه القمر مصطفى كامل حبيب الكل
المصري باشا بشواربه اللي ما عرفوا الذل
ومصر فوق في الفراندة واسمها جولييت
ولما جيت بعد روميو بربع قرن بكيت
ومسحت دموعي في كمي ومن ساعتها وعيت
على اسم مصر
******
مصر السما الفزدقي وعصافير معدية
والقلة مملية ع الشباك .. مندية
والجد قاعد مربع يقرا في الجرنال
الكاتب المصري ذاته مندمج في مقال
ومصر قدامه اكتر كلمة مقرية
قريتها من قبل ما اكتب اسمي بإيديا
ورسمتها في الخيال على أبدع الأشكال
ونزلت أيام صبايا طفت كل مجال
زي المنادي وفؤادي يرتجف بجلال
على اسم مصر
******
رحـيـلاً رحـيـلاً بغيـر هـوادة
رحـيلاً فإن الـرحـيل سعـادة
عبادة
إرادة
سيادة
ولادة
رحـيـلا .. إلى أين لـيس يـهـم
ولـيس يـهـم بأي وسيـلة
.أجيـراً بلقمـتـه في البـواخـر
..عـلى واحـد من جيـاد القبيلة
..على مقعـد في ذرى الجـو فـاخـر
وتمـلأ الكـأس بنت جمـيلة
..على قدمي .. أو بفكري .. أهاجر
أبادر
أغادر
أخاطر
أسافر
ولـكـن إلى أيـن
.. لـيس يـهـم
إلى حيث لا تعبـر الأفـق شمس
إلى القـطب .. أو حلقة الاستواء
..إلى حـيث يـسمـع لـلجـن همس
إلى بـاطـن الأرض أو في الـفضـاء
إلى مـرفـأ الغـد .. أو أرض أمس
أرى كل شيء ومن أين جاء
وافعل ما قاله القدماء
من الفقراء
أو الحكماء
أو الأمراء
أو الأشقياء أو البلهاء فليس يهم
لقد قيل وهو الكلام المهم
اللي يعيش ياما يشوف
واللي يمشي يشوف اكتر
شفت الجبرتي بحرافيش الحسين وبولاق
بان البلد ماشي زي النمس في الأسواق
بالفلاحين ع المداخل من بعيد وقريب
بالأرنؤوط بالشراكسة بكل صنف عجيب
مترصصين سور رهيب مزراق في ريح مزراق
كأنهم لا بشـر ولا خلقـة الخـلاق
ومصر فلاحة تزرق بين رقيب ورقيب
من غير أبو الهول ما ينهض ناهضة شايله حليب
والصبح بدري الجبرتي ينام وقلمه يسيب
على اسم مصر
*******
مصر اللي عمر الجبرتي لم عرف لها عمر
وطلع لقاها مكان مليان عوام وزعر
جعيدية غوغاء يجيبوا تملي وجع الراس
وخليط أفارقه هنادوة روم ملل أجناس
والترك في القلعة والمماليك خدودهم حمر
كان عمرها ستلاف سنة .. كلها سنين خضر
بس الزمان يختلف زي اختلاف الناس
ناس تبني مجد وحضارة وناس بلا احساس
وناس تنام لما يزحف موكب الأحداث
على اسم مصر
*****
حصان عرابي جميل حصان عرابي أصيل
حصان عرابي رشيق ديله طويل
يسهر مع الخيل طول الليل يتكلم
ويقول أراء رغم إنه ماكانش متعلم
ويقف في عابدين وياخذ زاوية البروفيل
للرسامين يرسموه ونشوفه جيل ورا جيل
ويعدي كالريح على المجاريح ويسلم
وحافره ع الصخر في التل الكبير علم
ولما صابه انفجار القنبلة اتالم
على اسم مصر
******
والمس حجارة الطوابي وادق بكعابي
يرجع لي صوت الصدى يفكرني بعذابي
يا ميت ندامة على أمة بلا جماهير
ثورتها يعملها جيشها ومالها غيره نصير
والشعب يرقص كأنه عجوز متصابي
إنهض من القبر احكي القصة يا عرابي
يطل لي رافع الطهطاوي م التصاوير
شاحب ومجروح في قلبه وجرح قلبه خطير
وعيونه مغرورقين بيصبوا دمع غزير
على اسم مصر
*****
سلامتك بتبكي ليه يا طهطاوي
قال لك عرابي .. انكسر بسلاح أوروباوي
وسلاح أوروبا ماهواش المدافع بس
ده فكر ناقد مميز للثمين والغث
قلناها ميت ألف مرة ألف مرة بصوت جهير داوي
بس الحماقة لاليها طبيب ولا مداوي
ولا حد م الخلق بالخطر اللي داخل حس
الغفلانين اللي خلوا العقل صابه مس
قالوا الخطر هو فكر أوروبا لو يندس
على اسم مصر
*****
أحسنت في القول صحيح يا ولد يا متنبي
جبت اللي جوه الفؤاد عن مصر متعبى
وحكمت بالعدل لكن بعضنا انظلموا
" يا أمة ضحكت من جهلها الأمم "
العلم كان عندنا من صغره متربي
لكنه هاجر وعدى البحر متخبي
لما الإيران هجموا ثم اليونان هجموا
ثم الرومان دمروا ثم التتار هدموا
ثم الجميع كل واحد جه مسح قدمه
على اسم مصر

الأرنب

الحزن شاطر

ناقص حتة

جتك القرف

كيس البرتقان

منتهى البراءة

أهيم شوقا

كلمة الشيخ الشعراوى لمبارك

يامّا مويل الهوى 1

يامّا مويل الهوى 2

يامّا مويل الهوى 3

بحبك يا مصر

بوتيكات

حتقوللي الفقرا ومشاكلهم ..دي مسائل عاوزة التفانين ..أنا رأي نحلها رباني .. ونموت كل الجعانين!!

ذكريات

أين المفر ..؟

أمير المخبرين

مافيش حاجة

مانيش عايز خلاص حاجة

ولا محتاج أنا لحاجة

ولو عايز صحيح حاجة

مخليتوليش ولا حاجة

عموماً بصوا فيه حاجة

هقولها بس محتاجه

لعقول تفهم.. ولو حاجة

مهيش مفهومة او حاجة

.نفسرها بكام حاجة

نوضحها بكام حاجة

وأهى حاجة مع حاجة

هتظهر وتبان لنا حاجة

وانا ما بخفش من حاجة

مانيش مسنودة ولا حاجة

لكن ما بخفش من حاجة

لكن فرضاً لو هقول حاجة

هيحصل إيه ؟ ولا حاجة

هيعملوا إية ؟ ولا حاجة

ولو بعد الشر .. بعد الشر لو واحد من القاعدين من السامعين من الضالين فِهِم حاجة

هَيعملوا إيه ؟ اكيد برضُه ولا حاجة

فنتوكل على الستار لوجه الله نقول حاجة

فيه ناس بتعيش علشان حاجة

و ناس بتموت علشان حاجة

و ناس بتموت على الحاجة

و ناس تديلك الحاجه وهى ليها محتاجه

و ناس تديلك الحاجه و تاخد قصادها ميت حاجه

و ناس تكبر تكون حاجه

و ناس تصغر علشان حاجه

و ناس منظر ومش حاجة

و تلقى كبير حرس ونفير عليه منظروهو جبان وشيخ منصر ولا بيبـنش عليه حاجة

كلامى يا خلق فيه حاجة

لحد دلوقتى فيه حاجه؟

كلام عادى و بسيط جداً .. ولا فِهشِ ولا حاجة

ما انا ما أقدرش أقول حاجه

صحيح نفسى أقول حاجه وميت حاجه

لكن مش قادرة اقول حاجة

لأنى لو هقول حاجه

هييجى ناس بتوع حاجه

وياخدونى ورا الحاجة

وهو لو سمع حاجه

هيعملوهالى ميت حاجه

عموما ... بصو لو حد من القاعدين عايزنى أبلغه بحاجة

يقول مايخفش من حاجة

نعم .. فيه إيه؟.

لالأ

مافيش سرقه ولا تهليب ولا تهريب ولا حاجة

وبتقول إيه

مصمصوا إيه
وخصخصوا إيه

ده كله كلام مفيش حاجه

؟قضية إيه .

ياشيخ روح خلاص مافيش حاجه

حرامى إيه ... و لكح إيه ... و هرب إيه؟ شــفـافـيـه مافيش حاجة

وبتقول إيه

لالآلأ عـــيب لافيه تدليس ولاترقيص ولا تدبيس ولا حاجه

سمع هوووس انا حاسس انه فيه حاجة

دقيقة سكات لَتبقى حداد انا حاسس انه فيه حاجه

زمنكوا ياخلق فيه حاجه

ولازموا كام و ميت حاجه

ده لو يعنى إذا كان فيه حاجة

انا عن نفسى مش حاسس ولا بحاجة

ولا متضايق و لا حاجة

سعادتك برضه مش زَيـىِ مافيش حاجة

أهـه بيقول مافيش حاجة

جنابك برضه مش زَيـىِ وعلشان زَيـىِ مافيش حاجة

أهـه بيضحك بيقول مافيش حاجة

ما أنا قولتلكو من الأول مافيش حاجة

عليا النعمه يا اخوانّا مافيه حاجة

و رحمة ابويا ويّا أبوك على إللّى جابوك ما فيه حاجه

وعهد الله . وعهد الله. وعهد الله ما خللولنا ولا حاجه

بقولك إيه خـــلاص خلّص وفركش يلا اخواناومفيش حاجه

عريس الدولة

ديك-دا-تور

إيمان البكري - البغبغان

- احمد فؤاد نجم - البتاع

كلنا بنحبك يا حمار

إيمان بكري

رجــل النظراتِ

ماذا لديكَ يا رجلاً سوى النظرات ِ ......مـــاذا لديكَ غير البوح ِ للذاتِ
ماذا لديكَ غير أقمار ٍ في خيـالك .....ولؤلؤاتِ الشوقِ حولي المتناثراتِ
وتنهيدةٍ بين الضلوع ِ لمّـا تراني .......تداريها إذا باغتـُـكَ بالتفـاتِ
وأبياتٍ تقول مراتٍ أني أحبــك ......ولا أنـالُ من شفتيكَ غير السُكاتِ
رباهُ في عينيكَ كل شمساتِ الفضا ......لوما تفـرُ من عينيّ في لحظـاتِ
وفي رعشة يديكَ تباريـح الهوى .......و تَجـِنّ تـُسْـكِركَ أبسط دعاباتيِ
و يطلُ شوق النجومِ من بين أهدابك .....و أنتَ كالصخر ِ لا تنطق يا حياتيِ
يا فارس النظرات ِ إنّ الدهرَ يأكلني..... إنني قد ضِـقت ُ ذرعا ً بتنهـداتيِ
إنْ كنتَ تهفو إلى نور ٍ يطل منـي........فانظـر إلى عينـيّ ببعض الثباتِ
الحـبُ ليس بنظرةٍ أو بيـت شعر ٍ....... خـطـَّه ُ القيس ُ بأحرفٍِ دامعـاتِ
إنّـما كان في قيس ٍ لمّـا أحـبَّ........ فأنطـّقَ الأرضَ و أسمع النجماتِ
والزهر ُ لا يزهرُ في كفّ المُحب ِّ ...... لولا أنـّه ُ من عند الحبيب ِ آتــيِ
أتظن ُ أنـّي ببعض ِ الشعر ِ دائخة ُ ُ....... لو أنـّه ُ ما تجـاوزَ الورقـــاتِ
أتظن ُ أنـّي بهذا الشوق ِ شـاعرة ُ ُ...... إذا مـا دفنت َ العشق َ في الحدقاتِ
إذن تكـلم و اخط ُ قدما فوق الــتردد.......أنا قد كرهتُ فيك َعيونا ً صامتـاتِ
كن أنتَ إعصاراً فوق الأرض يغمرني ...... كن أنتَ بحـــرا ً ثائرَ الموجاتِ
يا فارس الأشعار ِ إن اليأس يملكني ....... فـلا تكن روميـو فاقدَ الحـِـيلات
قل لي أحبـك ِ مرة ً و لسوف تكفيني....... ُأسـْـلِم إليك َ منذ الآن راياتـــيِ
قل لي أحبك ِ أو رُحْ لحـالِك عني!....... و لا تـُصَدع رأسي بهذه الأبيــاتِ

Ben Azzam
Feb 27 , 2004

ست النسا

وقفـتُ عندكَ أيَـا قلمي و انحنيـت ُ..... درّاتُ شـِعرِكَ توجتنـي و افتـننـتُ

بـيوتاتُ شِعـرٍ لؤلؤاتُ كالنـــدى....... إذا أحببتُ، و صاعقاتٌ لو غضـبتُ

ُ فيهـا العيون التي في طرفها الحـَوَرُ ..... فيها علي الرقـابِ لـو شـئتُ مطرقة

على الأوراقِ حفرتُ لي بعض ذكرىَ .... إنْ و كفـّـي رافعٌ قلمـي سقطــتُ

لكنـني في هــواها لم أزل طفـلاً ...... في مهـدِها الريشاتُ و الأقلامُ والبـيتُ

لها غصتُ بين الموج بحثاً عن الحرفِ ...و نبشتُ بين الصخرِ و الأحجارَ قلـَّبتُ

كـي أجد بيتاً يزّيــن لها الجـِـيدَ .....كـي أجد شـوقاً إذا مــا تغـزّلـتُ

ُ سـتُ النسـا بين الحسان ِ مليحـة ٌ .......ستُ الصبايـا و في الأوطـان ِ سيـدة

ُ صوتُ الكـَمان ِ في الأنسام ِ نسمعُه ُ ..... شهد ُ العبيـر و فوق الوجه ِ لـؤلـؤة

وعلى كفـوف ٍ بلورة ٍ عصفـور ُ .......و لسـانه ترنيـمة ُ العشـق ِ بحــتُ

و في الأعين السمراء ِ نجمات ُ السما ......عبـق ُ الزمان فيها لم يمحــه ُ وقـتُ

ُ مصـرُ النجـومُ و الأقمار أحجارها .........وهي الكـنانـة عنــد الله منزلــة

عشقـت ُ أرضاً تضمُ الكون مجتمعاً ....... لا لــوم علــي َّ لو أنني ذبـــتُ

مصــر هذه عظامي ترقد ُ هاهنـا .........فـي عيـونِكِ إنـنـي عشـقـان ُ مُتُ

مغـرورة ٌ روُحـي بأني من ترابك......... ملـيون بيـت ٍ في هـواها لو كتبــتُ

!ُ مصـر ُ يا جـَـنة َ الله في الأرض ِ .....لو لمْ يـوَلَّ عليـكِ في الأرض ِ مفسـدة

BEN AZZAM

JUNE 3rd 2003

بحبك يا مصر

بحبك بحبك
بحبك بحبك

بحبك بحبك بحبك
يا مصر
مسايا و صباحى

أسبح بحبك

و حبك شفايا و جراحى يا مصر

و اسافر بحبك

و اميل زى ميلك

وتحلا الخطاوى

فى حبك يا مصر

واحب اغترابى

فى صبحك و ليلك

و احب الونس بالرفاقه

يا مصر
***

تنام الدموع فى العيون الهواجع

و تسهر دموعى

فى حبك يا مصر

تهون السجون

و الشجون

و المواجع

و يغلا مع القهر حبك

يا مصر

ولو يحبسونى

ولو يشنقونى

ولو فكروا بالعذاب

يبعدونى

ح أقرب و أقرب
ومش ممكن أهرب

و تنزل دموعى على خدودى

تشرب

تلاقى الرموش و الخدود و المباسم

مراسم

و صورتك عليهم يا مصر

بحبك بحبك
بحبك يا مصر

الممنوعات

ممنوع من السفر

ممنوع من الغنا

ممنوع من الكلام

ممنوع من الاشتياق

ممنوع من الاستياء

ممنوع من الابتسام

وكل يوم فى حبك

تزيد الممنوعات

وكل يوم باحبك

اكتر من اللى فات

حبيبتى يا سفينه

متشوقه و سجينه

مخبر فى كل عقده

عسكر فى كل مينا

يمنعنى لو أغير

عليكى أو أطير

بحضنك

أوأنام

فى حجرك الوسيع

وقلبك الربيع

اعود كما الرضيع

بحرقة الفطام

حبيبتى يا مدينه

متزوقه وحزينه

فى كل حاره حسره

وف كل قصر زينه

ممنوع من انى اصبح

بعشقك او ابات

ممنوع من المناقشه

ممنوع من السكات

وكل يوم فى حبك

تزيد الممنوعات

وكل يوم بحبك

اكتر من اللى فات

اكتر من اللى فات

القاهرة /1976


متى ستعرف كم أهواك يا رجلا

متى ستعرف كم أهواك يا رجلا
أبيع من أجله الدنيـــا وما فيها

يا من تحديت في حبي له مدنـا
بحالهــا وسأمضي في تحديهـا

لو تطلب البحر في عينيك أسكبه
أو تطلب الشمس في كفيك أرميها

أنـا أحبك فوق الغيم أكتبهــا
وللعصافيـر والأشجـار أحكيهـا

أنـا أحبك فوق الماء أنقشهــا
وللعناقيـد والأقـداح أسقيهـــا

أنـا أحبك يـا سيفـا أسال دمي
يـا قصة لست أدري مـا أسميها

أنـا أحبك حاول أن تسـاعدني
فإن من بـدأ المأساة ينهيهـــا

وإن من فتح الأبواب يغلقهــا
وإن من أشعل النيـران يطفيهــا

يا من يدخن في صمت ويتركني
في البحر أرفع مرسـاتي وألقيهـا

ألا تراني ببحر الحب غارقـة
والموج يمضغ آمـالي ويرميهــا

إنزل قليلا عن الأهداب يا رجلا
مــا زال يقتل أحلامي ويحييهـا

كفاك تلعب دور العاشقين معي
وتنتقي كلمــات لست تعنيهــا

كم اخترعت مكاتيبـا سترسلها
وأسعدتني ورودا سوف تهديهــا

وكم ذهبت لوعد لا وجود لـه
وكم حلمت بأثـواب سأشريهــا

وكم تمنيت لو للرقص تطلبني
وحيـرتني ذراعي أين ألقيهـــا

ارجع إلي فإن الأرض واقفـة
كأنمــا فرت من ثوانيهــــا

إرجـع فبعدك لا عقد أعلقــه
ولا لمست عطوري في أوانيهــا

لمن جمالي لمن شال الحرير لمن
ضفـائري منذ أعـوام أربيهــا

إرجع كما أنت صحوا كنت أم مطرا
فمــا حياتي أنا إن لم تكن فيهـا

شؤون صغيرة

شؤون صغيرة
تمر بها أنت .. دون التفات
تساوي لدي حياتي
جميع حياتي..
حوادث .. قد لا تثير اهتمامك
أعمر منها قصور
وأحيا عليها شهور
وأغزل منها حكايا كثيرة
وألف سماء..
وألف جزيرة..
شؤون ..
شؤونك تلك الصغيرة
فحين تدخن أجثو أمامك
كقطتك الطيبة
وكلي أمان
ألاحق مزهوة معجبة
خيوط الدخان
توزعها في زوايا المكان
دوائر.. دوائر
وترحل في آخر الليل عني
كنجم، كطيب مهاجر
وتتركني يا صديق حياتي
لرائحة التبغ والذكريات
وأبقي أنا ..
في صقيع انفرادي
وزادي أنا .. كل زادي
حطام السجائر
وصحن .. يضم رمادا
يضم رمادي..
***
وحين أكون مريضة
وتحمل أزهارك الغالية
صديقي.. إلي
وتجعل بين يديك يدي
يعود لي اللون والعافية
وتلتصق الشمس في وجنتي
وأبكي .. وأبكي.. بغير إرادة
وأنت ترد غطائي علي
وتجعل رأسي فوق الوسادة..
تمنيت كل التمني
صديقي .. لو أني
أظل .. أظل عليلة
لتسأل عني
لتحمل لي كل يوم
ورودا جميلة..
وإن رن في بيتنا الهاتف
إليه أطير
أنا .. يا صديقي الأثير
بفرحة طفل صغير
بشوق سنونوة شاردة
وأحتضن الآلة الجامدة
وأعصر أسلاكها الباردة
وأنتظر الصوت ..
صوتك يهمي علي
دفيئا .. مليئا .. قوي
كصوت نبي
كصوت وارتطام النجوم
كصوت سقوط الحلي
وأبكي .. وأبكي ..
لأنك فكرت في
لأنك من شرفات الغيوب
هتفت إلي..
***
ويوم أجيء إليك
لكي أستعير كتاب
لأزعم أني أتيت لكي أستعير كتاب
تمد أصابعك المتعبة
إلى المكتبة..
وأبقي أنا .. في ضباب الضباب
كأني سؤال بغير جواب..
أحدق فيك وفي المكتبة
كما تفعل القطة الطيبة
تراك اكتشفت؟
تراك عرفت؟
بأني جئت لغير الكتاب
وأني لست سوى كاذبة
.. وأمضى سريعا إلى مخدعي
أضم الكتاب إلى أضلعي
كأني حملت الوجود معي
وأشعل ضوئي .. وأسدل حولي الستور
وأنبش بين السطور .. وخلف السطور
وأعدو وراء الفواصل .. أعدو
وراء نقاط تدور
ورأسي يدور ..
كأني عصفورة جائعة
تفتش عن فضلات البذور
لعلك .. يا .. يا صديقي الأثير
تركت بإحدى الزوايا ..
عبارة حب قصيرة ..
جنينة شوق صغيرة
لعلك بين الصحائف خبأت شيا
سلاما صغيرا .. يعيد السلام إليا ..
***
وحين نكون معا في الطريق
وتأخذ - من غير قصد - ذراعي
أحسن أنا يا صديق ..
بشيء عميق
بشيء يشابه طعم الحريق
على مرفقي ..
وأرفع كفي نحو السماء
لتجعل دربي بغير انتهاء
وأبكي .. وأبكي بغير انقطاع
لكي يستمر ضياعي
وحين أعود مساء إلى غرفتي
وأنزع عن كتفي الرداء
أحس - وما أنت في غرفتي -
بأن يديك
تلفان في رحمة مرفقي
وأبقي لأعبد يا مرهقي
مكان أصابعك الدافئات
على كم فستاني الأزرق ..
وأبكي .. وأبكي .. بغير انقطاع
كأن ذراعي ليست ذراعي..

إغضب

إغضبْ كما تشاءُ..
واجرحْ أحاسيسي كما تشاءُ
حطّم أواني الزّهرِ والمرايا
هدّدْ بحبِّ امرأةٍ سوايا..
فكلُّ ما تفعلهُ سواءُ..
كلُّ ما تقولهُ سواءُ..
فأنتَ كالأطفالِ يا حبيبي
نحبّهمْ.. مهما لنا أساؤوا..
إغضبْ!
فأنتَ رائعٌ حقاً متى تثورُ
إغضب!
فلولا الموجُ ما تكوَّنت بحورُ..
كنْ عاصفاً.. كُنْ ممطراً..
فإنَّ قلبي دائماً غفورُ
إغضب!
فلنْ أجيبَ بالتحدّي
فأنتَ طفلٌ عابثٌ..
يملؤهُ الغرورُ..
وكيفَ من صغارها..
تنتقمُ الطيورُ؟
إذهبْ..
إذا يوماً مللتَ منّي..
واتهمِ الأقدارَ واتّهمني..
أما أنا فإني..
سأكتفي بدمعي وحزني..
فالصمتُ كبرياءُ
والحزنُ كبرياءُ
إذهبْ..
إذا أتعبكَ البقاءُ..
فالأرضُ فيها العطرُ والنساءُ..
وعندما تحتاجُ كالطفلِ إلى حناني..
فعُدْ إلى قلبي متى تشاءُ..
فأنتَ في حياتيَ الهواءُ..
وأنتَ.. عندي الأرضُ والسماءُ..
إغضبْ كما تشاءُ
واذهبْ كما تشاءُ
واذهبْ.. متى تشاءُ
لا بدَّ أن تعودَ ذاتَ يومٍ
وقد عرفتَ ما هوَ الوفاءُ...

متى يعلنون وفاة العرب


1 -
أحاولُ منذ الطُفولةِ رسْمَ بلادٍ
تُسمّى - مجازا - بلادَ العَرَبْ
تُسامحُني إن كسرتُ زُجاجَ القمرْ...
وتشكرُني إن كتبتُ قصيدةَ حبٍ
وتسمحُ لي أن أمارسَ فعْلَ الهوى
ككلّ العصافير فوق الشجرْ...
أحاول رسم بلادٍ
تُعلّمني أن أكونَ على مستوى العشْقِ دوما
فأفرشَ تحتكِ ، صيفا ، عباءةَ حبي
وأعصرَ ثوبكِ عند هُطول المطرْ...
- 2 -
أحاولُ رسْمَ بلادٍ...
لها برلمانٌ من الياسَمينْ.
وشعبٌ رقيق من الياسَمينْ.
تنامُ حمائمُها فوق رأسي.
وتبكي مآذنُها في عيوني.
أحاول رسم بلادٍ تكون صديقةَ شِعْري.
ولا تتدخلُ بيني وبين ظُنوني.
ولا يتجولُ فيها العساكرُ فوق جبيني.
أحاولُ رسْمَ بلادٍ...
تُكافئني إن كتبتُ قصيدةَ شِعْرٍ
وتصفَحُ عني ، إذا فاض نهرُ جنوني
- 3 -
أحاول رسم مدينةِ حبٍ...
تكون مُحرّرةً من جميع العُقَدْ...
فلايذبحون الأنوثةَ فيها...ولايقمَعون الجَسَدْ...
- 4 -
رَحَلتُ جَنوبا...رحلت شمالا...
ولافائدهْ...
فقهوةُ كلِ المقاهي ، لها نكهةٌ واحدهْ...
وكلُ النساءِ لهنّ - إذا ما تعرّينَ-
رائحةٌ واحدهْ...
وكل رجالِ القبيلةِ لايمْضَغون الطعامْ
ويلتهمون النساءَ بثانيةٍ واحدهْ.
- 5 -
أحاول منذ البداياتِ...
أن لاأكونَ شبيها بأي أحدْ...
رفضتُ الكلامَ المُعلّبَ دوما.
رفضتُ عبادةَ أيِ وثَنْ...
- 6 -
أحاول إحراقَ كلِ النصوصِ التي أرتديها.
فبعضُ القصائدِ قبْرٌ،
وبعضُ اللغاتِ كَفَنْ.
وواعدتُ آخِرَ أنْثى...
ولكنني جئتُ بعد مرورِ الزمنْ...
- 7 -
أحاول أن أتبرّأَ من مُفْرداتي
ومن لعْنةِ المبتدا والخبرْ...
وأنفُضَ عني غُباري.
وأغسِلَ وجهي بماء المطرْ...
أحاول من سلطة الرمْلِ أن أستقيلْ...
وداعا قريشٌ...
وداعا كليبٌ...
وداعا مُضَرْ...
- 8 -
أحاول رسْمَ بلادٍ
تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ
سريري بها ثابتٌ
ورأسي بها ثابتٌ
لكي أعرفَ الفرقَ بين البلادِ وبين السُفُنْ...
ولكنهم...أخذوا عُلبةَ الرسْمِ منّي.
ولم يسمحوا لي بتصويرِ وجهِ الوطنْ...
- 9 -
أحاول منذ الطفولةِ
فتْحَ فضاءٍ من الياسَمينْ
وأسّستُ أولَ فندقِ حبٍ...بتاريخ كل العربْ...
ليستقبلَ العاشقينْ...
وألغيتُ كل الحروب القديمةِ...
بين الرجال...وبين النساءْ...
وبين الحمامِ...ومَن يذبحون الحمامْ...
وبين الرخام ومن يجرحون بياضَ الرخامْ...
ولكنهم...أغلقوا فندقي...
وقالوا بأن الهوى لايليقُ بماضي العربْ...
وطُهْرِ العربْ...
وإرثِ العربْ...
فيا لَلعجبْ!!
- 10 -
أحاول أن أتصورَ ما هو شكلُ الوطنْ؟
أحاول أن أستعيدَ مكانِيَ في بطْنِ أمي
وأسبحَ ضد مياه الزمنْ...
وأسرقَ تينا ، ولوزا ، و خوخا،
وأركضَ مثل العصافير خلف السفنْ.
أحاول أن أتخيّلَ جنّة عَدْنٍ
وكيف سأقضي الإجازةَ بين نُهور العقيقْ...
وبين نُهور اللبنْ...
وحين أفقتُ...اكتشفتُ هَشاشةَ حُلمي
فلا قمرٌ في سماءِ أريحا...
ولا سمكٌ في مياهِ الفُراطْ...
ولا قهوةٌ في عَدَنْ...
- 11 -
أحاول بالشعْرِ...أن أُمسِكَ المستحيلْ...
وأزرعَ نخلا...
ولكنهم في بلادي ، يقُصّون شَعْر النخيلْ...
أحاول أن أجعلَ الخيلَ أعلى صهيلا
ولكنّ أهلَ المدينةِيحتقرون الصهيلْ!!
- 12 -
أحاول - سيدتي - أن أحبّكِ...
خارجَ كلِ الطقوسْ...
وخارج كل النصوصْ...
وخارج كل الشرائعِ والأنْظِمَهْ
أحاول - سيدتي - أن أحبّكِ...
في أي منفى ذهبت إليه...
لأشعرَ - حين أضمّكِ يوما لصدري -
بأنّي أضمّ تراب الوَطَنْ...
- 13 -
أحاول - مذْ كنتُ طفلا، قراءة أي كتابٍ
تحدّث عن أنبياء العربْ.
وعن حكماءِ العربْ... وعن شعراءِ العربْ...
فلم أر إلا قصائدَ تلحَسُ رجلَ الخليفةِ
من أجل جَفْنةِ رزٍ... وخمسين درهمْ...
فيا للعَجَبْ!!
ولم أر إلا قبائل ليست تُفرّق ما بين لحم النساء...
وبين الرُطَبْ...
فيا للعَجَبْ!!
ولم أر إلا جرائد تخلع أثوابها الداخليّهْ...
لأيِ رئيسٍ من الغيب يأتي...
وأيِ عقيدٍ على جُثّة الشعب يمشي...
وأيِ مُرابٍ يُكدّس في راحتيه الذهبْ...
فيا للعَجَبْ!!
- 14 -
أنا منذ خمسينَ عاما،
أراقبُ حال العربْ.
وهم يرعدونَ، ولايمُطرونْ...
وهم يدخلون الحروب، ولايخرجونْ...
وهم يعلِكونَ جلود البلاغةِ عَلْكا
ولا يهضمونْ...
- 15 -
أنا منذ خمسينَ عاما
أحاولُ رسمَ بلادٍ
تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ
رسمتُ بلون الشرايينِ حينا
وحينا رسمت بلون الغضبْ.
وحين انتهى الرسمُ، ساءلتُ نفسي:
إذا أعلنوا ذاتَ يومٍ وفاةَ العربْ...
ففي أيِ مقبرةٍ يُدْفَنونْ؟
ومَن سوف يبكي عليهم؟
وليس لديهم بناتٌ...
وليس لديهم بَنونْ...
وليس هنالك حُزْنٌ،
وليس هنالك مَن يحْزُنونْ!!
- 16 -
أحاولُ منذُ بدأتُ كتابةَ شِعْري
قياسَ المسافةِ بيني وبين جدودي العربْ.
رأيتُ جُيوشا...ولا من جيوشْ...
رأيتُ فتوحا...ولا من فتوحْ...
وتابعتُ كلَ الحروبِ على شاشةِ التلْفزهْ...
فقتلى على شاشة التلفزهْ...
وجرحى على شاشة التلفزهْ...
ونصرٌ من الله يأتي إلينا...على شاشة التلفزهْ...
- 17 -
أيا وطني: جعلوك مسلْسلَ رُعْبٍ
نتابع أحداثهُ في المساءْ.
فكيف نراك إذا قطعوا الكهْرُباءْ؟؟
- 18 -
أنا...بعْدَ خمسين عاما
أحاول تسجيل ما قد رأيتْ...
رأيتُ شعوبا تظنّ بأنّ رجالَ المباحثِ
أمْرٌ من الله...مثلَ الصُداعِ...ومثل الزُكامْ...
ومثلَ الجُذامِ...ومثل الجَرَبْ...
رأيتُ العروبةَ معروضةً في مزادِ الأثاث القديمْ...
ولكنني...ما رأيتُ العَرَبْ!!...

تقرير سري جداً من بلاد قمعستان

لم يبق فيهم لا أبو بكر.. ولا عثمان..
جميعهم هياكل عظمية في متحف الزمان..
تساقط الفرسان عن سروجهم..
وأعلنت دويلة الخصيان..
واعتقل المؤذنون في بيوتهم ..
و ألغى الأذان..
جميعهم تضخمت أثداؤهم..
وأصبحوا نسوان..
جميعهم يأتيهم الحيض، ومشغولون بالحمل
وبالرضاعة..
جميعهم قد ذبحوا خيولهم..
وارتهنوا سيوفهم..
وقدموا نساءهم هدية لقائد الرومان..
ما كان يدعى ببلاد الشام يوما..
صار في الجغرافيا..
يدعى (يهودستان)..
الله .. يا زمان..
2
لم يبق في دفاتر التاريخ
لا سيف ولا حصان
جميعهم قد تركوا نعالهم
وهربوا اموالهم
وخلفوا وراءهم اطفالهم
وانسحبوا الى مقاهي الموت والنسيان
جميعهم تخنثوا...
تكحلوا...
تعطروا...
تمايلوا اغصان خيزران
حتى تظن خالدا ... سوزان
ومريما .. مروان
الله ... يا زمان...
3
جميعهم موتى ... ولم يبق سوى لبنان
يلبس في كل صباح كفنا
ويشعل الجنوب اصرارا وعنفوان
جميعهم قد دخلوا جحورهم
واستمتعوا بالمسك, والنساء, والريحان
جميعهم مدجن, مروض, منافق, مزدوج .. جبان
ووحده لبنان
يصفع امريكا بلا هوادة
ويشعل المياه والشطان
في حين الف حاكم مؤمرك
يأخذها بالصدر والاحضان
هل ممكن ان يعقد الانسان صلحا دائما مع الهوان؟
الله ... يا زمان ..
4
هل تعرفون من انا
مواطن يسكن في دولة (قمعستان)
وهذه الدولة ليست نكتة مصرية
او صورة منقولة عن كتب البديع والبيان
فأرض (قمعستان) جاء ذكرها
في معجم البلدان ...
وان من اهم صادراتها
حقائبا جلدية
مصنوعة من جسد الانسان
الله ... يا زمان ...
5
هل تطلبون نبذة صغيرة عن ارض (قمعستان)
تلك التي تمتد من شمال افريقيا
الى بلاد نفطستان
تلك التي تمتد من شواطئ القهر الى شواطئ
القتل
الى شواطئ السحل, الى شواطئ الاحزان ..
وسيفها يمتد بين مدخل الشريان والشريان
ملوكها يقرفصون فوق رقبة الشعوب بالوراثة
ويفقأون أعين الأطفال بالوراثه
ويكرهون الورق الابيض, والمداد, والاقلام بالوراثة
واول البنود في دستورها:
يقضي بأن تلغى غريزة الكلام في الانسان
الله ... يا زمان ...
6
هل تعرفون من انا؟
مواطن يسكن في دولة (قمعستان)
مواطن...
يحلم في يوم من الايام ان يصبح في مرتبة الحيوان
مواطن يخاف ان يجلس في المقهى .. لكي
لا تطلع الدولة من غياهب الفنجان
مواطن ان يخاف ان يقرب زوجته
قبيل ان تراقب المباحث المكان
مواطن انا من شعب قمعستان
اخاف ان ادخل اي مسجد
كي لا يقال اني رجل يمارس الايمان
كي لا يقول المخبر السري:
اني كنت اتلو سورة الرحمن
الله ... يا زمان ...
7
هل تعرفون الآن ما دولة ( قمعستان)؟
تلك التي ألّفَهَا.. لحَّنها..
أخرجها الشيطان...
هل تعرفون هذه الدويلة العجيبة؟
حيث دخول المرء للمرحاض يحتاج إلى قرار
والشمس كي تطلع تحتاج إلى قرار
والديك كي يصيح يحتاج إلى قرار
ورغبة الزوجين في الإنجاب
تحتاج إلى قرار
وشعر من احبها
يمنعه الشرطي أن يطير في الريح
بلا قرار..
8
ما أردأ الأحوال في دولة (قمعستان)
حيث الذكور نسخة عن النساء
حيث النساء نسخة من الذكور
حيث التراب يكره البذور
وحيث كل طائر يخاف بقية الطيور
وصاحب القرار يحتاج الى قرار
تلك هي الاحوال في دولة (قمعستان)
الله ... يا زمان ...
9
يا أصدقائي:
إنني مواطن يسكن في مدينة ليس بها سكان
ليس لها شوارع
ليس لها أرصفة
ليس لها نوافذ
ليس لها جدران
ليس بها جرائد
غير التي تطبعها مطابع السلطان
عنوانها؟
أخاف أن أبوح بالعنوان
كل الذي اعرفه
أن الذي يقوده الحظ إلى مدينتي
يرحمه الرحمن...
10
يا اصدقائي :
ما هو الشعر اذا لم يعلن العصيان؟
وما هو الشعر اذا لم يسقط الطغاة ... والطغيان؟
وما هو الشعر اذا لم يحدث الزلزال
في الزمان والمكان؟
وما هو الشعر اذا لم يخلع التاج الذي يلبسه
كسرى انوشروان؟
11
من اجل هذا اعلن العصيان
باسم الملايين التي تجهل حتى الان ما هو النهار
وما هو الفارق بين الغصن والعصفور
وما هو الفارق بين الورد والمنثور
وما هو الفارق بين النهد والرمانة
وما هو الفارق بين البحر والزنزانة
وما هو الفارق بين القمر الاخضر والقرنفلة
وبين حد كلمة شجاعة,
وبين خد المقصلة ...
12
من اجل هذا اعلن العصيان
باسم الملايين التي تساق نحو الذبح كالقطعان
باسم الذين انتزعت اجفانهم
واقتلعت اسنانهم
وذوبوا في حامض الكبريت كالديدان
باسم الذين ما لهم صوت ...
ولا رأي ...
ولا لسان ...
سأعلن العصيان ...
13
من اجل هذا اعلن العصيان
باسم الجماهير التي تجلس كالابقار
تحت الشاشة الصغيرة
باسم الجماهير التي يسقونها الولاء
بالملاعق الكبيرة
باسم الجماهير التي تركب كالبعير
من مشرق الشمس الى مغربها
تركب كالبعير ...
وما لها من الحقوق غير حق الماء والشعير
وما لها من الطموح غير ان تأخذ للحلاق زوجة الامير
او ابنة الامير ...
او كلبة الامير ...
باسم الجماهير التي تضرع لله لكي يديم القائد العظيم
وحزمة البرسيم ...
14
يا اصدقاء الشعر:
اني شجر النار, واني كاهن الاشواق
والناطق الرسمي عن خمسين مليونا من العشاق
على يدي ينام اهل الحب والحنين
فمرة اجعلهم حمائما
ومرة اجعلهم اشجار ياسمين
يا اصدقائي ...
انني الجرح الذي يرفض دوما
سلطة السكين ...
15
يا اصدقائي الرائعين:
انا الشفاه للذين ما لهم شفاه
انا العيون للذين ما لهم عيون
انا كتاب البحر للذين ليس يقرأون
انا الكتابات التي يحفرها الدمع على عنابر السجون
انا كهذا العصر, يا حبيبتي
اواجه الجنون بالجنون
واكسر الاشياء في طفولة
وفي دمي, رائحة الثورة والليمون ...
انا كما عرفتموني دائما
هوايني ان اكسر القانون
انا كما عرفتموني دائما
اكون بالشعر ... وإلا لا أريد أن أكون ...
16
يا اصدقائي:
انتم الشعر الحقيقي
ولا يهم ان يضحك ... او يعبس ...
او ان يغضب السلطان
انتم سلاطيني ...
ومنكم استمد المجد, والقوة , والسلطان ...
قصائدي ممنوعة ...
في المدن التي تنام فوق الملح والحجارة
قصائدي ممنوعة ...
لانها تحمل للانسان عطر الحب, والحضارة
قصائدي مرفوضة ...
لانها لكل بيت تحمل البشارة
يا اصدقائي:
اني ما زلت بانتظاركم
لنوقد الشراره ...

القصيدة الدمشقية

هذي دمشقُ.. وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحـبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ.. لو شرحتمُ جسدي
لسـالَ منهُ عناقيـدٌ.. وتفـّاحُ
و لو فتحـتُم شراييني بمديتكـم
سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ.. تشفي بعضَ من عشقوا
وما لقلـبي –إذا أحببـتُ- جـرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكـي إذ تعانقـني
و للمـآذنِ.. كالأشجارِ.. أرواحُ
للياسمـينِ حقـوقٌ في منازلنـا..
وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتـاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنـا
فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ
ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ و لمـاحُ
هنا جذوري.. هنا قلبي... هنا لغـتي
فكيفَ أوضحُ؟ هل في العشقِ إيضاحُ؟
كم من دمشقيةٍ باعـت أسـاورَها
حتّى أغازلها... والشعـرُ مفتـاحُ
أتيتُ يا شجرَ الصفصافِ معتذراً
فهل تسامحُ هيفاءٌ ..ووضّـاحُ؟
خمسونَ عاماً.. وأجزائي مبعثرةٌ..
فوقَ المحيطِ.. وما في الأفقِ مصباحُ
تقاذفتني بحـارٌ لا ضفـافَ لها..
وطاردتني شيـاطينٌ وأشبـاحُ
أقاتلُ القبحَ في شعري وفي أدبي
حتى يفتّـحَ نوّارٌ... وقـدّاحُ
ما للعروبـةِ تبدو مثلَ أرملةٍ؟
أليسَ في كتبِ التاريخِ أفراحُ؟
والشعرُ.. ماذا سيبقى من أصالتهِ؟
إذا تولاهُ نصَّـابٌ ... ومـدّاحُ؟
وكيفَ نكتبُ والأقفالُ في فمنا؟
وكلُّ ثانيـةٍ يأتيـك سـفّاحُ؟
حملت شعري على ظهري فأتعبني
ماذا من الشعرِ يبقى حينَ يرتاحُ

اعترافات كذاب

بِملءِ رغبتي أنا
ودونَمـا إرهابْ
أعترِفُ الآنَ لكم بأنّني كذَّأبْ!
وقَفتُ طول الأشهُرِ المُنصَرِمـهْ
أخْدَعُكُمْ بالجُمَلِ المُنمنَمـهْ
وأَدّعي أنّي على صَـوابْ
وها أنا أبرأُ من ضلالتي
قولوا معي: إغْفـرْ وَتُبْ
يا ربُّ يا توّابْ.
**
قُلتُ لكُم: إنَّ فَمْي
في أحرُفي مُذابْ
لأنَّ كُلَّ كِلْمَةٍ مدفوعَـةُ الحسابْ
لدى الجِهاتِ الحاكِمـهْ.
أستَغْفرُ اللهَ .. فما أكذَبني!
فكُلُّ ما في الأمرِ أنَّ الأنظِمـهْ
بما أقولُ مغْرَمـهْ
وأنّها قدْ قبّلتني في فَمي
فقَطَّعتْ لي شَفَتي
مِن شِدةِ الإعجابْ!
**
أوْهَمْتُكـمْ بأنَّ بعضَ الأنظِمـهْ
غربيّـةٌ.. لكنّها مُترجَمـهْ
وأنّها لأَتفَهِ الأسبابْ
تأتي على دَبّابَةٍ مُطَهّمَـهْ
فَتنْـشرُ الخَرابْ
وتجعَلُ الأنـامَ كالدّوابْ
وتضرِبُ الحِصارَ حولَ الكَلِمـهْ
.أستَغفرُ اللهَ .. فما أكذَبني!
فَكُلُّها أنظِمَـةٌ شرْعيّةٌ
جـاءَ بهـا انتِخَاب ْ
وكُلُّها مؤمِنَـةٌ تَحكُمُ بالكتاب ْ

وكُلُّها تستنكِرُ الإرهـابْ
وكُلّها تحترِمُ الرّأي
َوليستْ ظالمَهْ
وكُلّهـامعَ الشعوبِ دائمـاً مُنسَجِمـهْ!
**
قُلتُ لكُمْ: إنَّ الشّعوبَ المُسلِمهْ
رغمَ غِنـاها .. مُعْدمَـهْ
وإنّها بصـوتِها مُكمّـمَهْ
وإنّهـا تسْجُـدُ للأنصـابْ
وإنَّ مَنْ يسرِقُها يملِكُ مبنى المَحكَمهْ
ويملِكُ القُضـاةَ والحُجّـابْ
أستغفرُ اللّهَ .. فما أكذَبَني!
فهاهيَ الأحزابْ
تبكي لدى أصنامها المُحَطّمـه ْ
وهاهوَ الكرّار يَدحوْ البابْ
على يَهودِ الدّونِمَـهْ
وهاهوَ الصِّدّيقُُ يمشي زاهِـداً
مُقصّـرَ الثيابْ
وهاهوَ الدِّينُ ِلفَرْطِ يُسْـرِه ِ
قَـدْ احتـوى مُسيلَمـهْ
فعـادَ بالفتحِ .. بلا مُقاوَمـهْ
مِن مكّـةَ المُكرّمَـهْ!
**
يا ناسُ لا تُصدّقـوا
فإنّني كذَابْ!

لافتات

(البيان الأول)

قلمى وسط دواة الحبر غاص

ثم غاص

ثم غاص

قلمي فى لجة الحبر اختنق

وطفت جثته هامدة فوق الورق

روحه في زبد الأحرف ضاعت في المدى

و دمى في دمه ضاع سدى

و مضى العمر و لم يأت الخلاص

آه ياعصر القصاص

بلطة الجزار لا يذبحها قطر الندى

لا مناص

آن لي أن أترك الحبر

و أن أكتب شعري بالرصاص

****

(عقوبات شرعيّـة)


بتَرَ الوالـي لساني

عندما غنّيتُ شِعْـري

دونَ أنْ أطلُبَ ترخيصاً بترديدالأغاني

بَتَرَ الوالي يَـدي لمّـا رآني

في كتاباتيَ أرسلتُ أغانيَّ

إلى كُـلِّ مكـانِ

وَضَـعَ الوالـي على رِجلَيَّ قيداً

إذْ رآني بينَ كلِّ الناسِ أمشي

دونَ كفّـي ولسانـي

صامتـاً أشكـو هَوانـي.

أَمَـرَ الوالي بإعدامـي

لأنّـي لم أُصَـفّقْ- عندما مَرَّ -ولَـم أهتِفْ..ولَـمْ أبرَحْ مكانـي !
****

(حالات)

بالتّمـادي

يُصـبِحُ اللّصُّ بأوربّـا

مُديراً للنـوادي.

وبأمريكـا زعيمـاً للعصاباتِ وأوكارِ الفسـادِ

وبأوطانـي التي

مِـنْ شرعها قَطْـعُ الأيادي

يُصبِـحُ اللّصُّ.. رئيساً للبـلادِ !

****

(صنـدوق العجائب)

فـي صِغَـري فَتَحْـتُ صُـندوقَ اللُّعَـبْ

.أخْرَجـتُ كُرسيّاً موشّـى بالذّهَـبْ

قامَـتْ عليـهِ دُميَـةٌ مِنَ الخَشَـبْ

في يدِهـا سيفُ قَصَـبْ

خَفَضـتُ رأسَ دُميَتي

رَفعْتُ رأسَ دُمـيتي

خَلَعتُهـا .نَصَبتُهـا .خَلعتُها .. نَصبتُها

حـتّى شَعَرتُ بالتّعَـبْ

فما اشتَكَـتْ مـن اختِلافِ رغبتي

ولا أحسـّتْ بالغَضـبْ !

وَمثلُها الكُرسـيُّ تحتَ راحَـتي

مُزَوّقٌ بالمجـدِ .. وهـوَ مُستَلَبْ

فإنْ نَصَبتـهُ انتصـبْ

وإنْ قَلبتُـهُ انقَلَـبْ !

أمتَعني المشهـدُ،لكـنّ أبـي

حينَ رأى المشهدَ خافَ واضطَرَب

ْوخَبّـأَ اللعبـةَ في صُـندوقِها

وشَـدَّ أُذْنـي .. وانسحَـبْ !

وَعِشتُ عُمـري غارِقـاً في دهشتي

وعنـدما كَبِرتُ أدركتُ السّبب

ْأدركتُ أنَّ لُعبتي

قـدْ جسّـدَتْ كُلَّ سلاطينِ العـرَبْ !

****

(نهايـة المشروع)

أحضِـرْ سلّـهْ

ضَـعُ فيها " أربعَ تِسعاتٍ "

ضَـعُ صُحُفاً مُنحلّـهْ

ضـعْ مذياعاً

ضَـعْ بوقَـاً، ضَـعْ طبلَـهْ

ضـعْ شمعاً أحمَـرَ،

ضـعْ حبـلاً،

ضَـع سكّيناً،

ضَـعْ قُفْلاً.. وتذكّرْ قَفْلَـهْ

ضَـعْ كلباً يَعقِـرْ بالجُملَـهْ

يسبِقُ ظِلّـهْ

يلمَـحُ حتّى اللاأشياءَ

ويسمعُ ضِحـْكَ النّملَـهْ !

واخلِطْ هـذا كُلّـه

ْوتأكّـدْ منْ غَلـقِ السّلـهْ

ثُمَّ اسحبْ كُرسيَّاً واقعـُـدْ

فلقَـدْ صـارتْ عِنـدَكَ.. دولَـهْ !
****

(مفقــودات)


زارَ الرّئيسُ المؤتَمَـنْ

بعضَ ولاياتِ الوَطـنْ

وحينَ زارَ حَيَّنا

قالَ لنا :هاتوا شكاواكـم بصِـدقٍ في العَلَـن

ْولا تَخافـوا أَحَـداً..فقَـدْ مضى ذاكَ الزّمَـنْ

.فقالَ صاحِـبي ( حَسَـنْ ) :يا سيّـدي

أينَ الرّغيفُ والَلّبَـنْ ؟

وأينَ تأمينُ السّكَـنْ ؟

وأيـنَ توفيرُ المِهَـنْ ؟

وأينَ مَـن ْ

يُوفّـرُ الدّواءَ للفقيرِ دونمـا ثَمَـنْ ؟

يا سـيّدي

لـمْ نَـرَ مِن ذلكَ شيئاً أبداً

.قالَ الرئيسُ في حَـزَنْ :

أحْـرَقَ ربّـي جَسَـدي

أَكُـلُّ هذا حاصِـلٌ في بَلَـدي ؟!

شُكراً على صِـدْقِكَ في تنبيهِنا يا وَلَـدي

سـوفَ ترى الخيرَ غَـداً
**

وَبَعـْـدَ عـامٍ زارَنـا

ومَـرّةً ثانيَـةً قالَ لنا :

هاتـوا شكاواكُـمْ بِصـدْقٍ في العَلَـن

ْولا تَخافـوا أحَـداً

فقـد مَضى ذاكَ الزّمَـنْ

.لم يَشتكِ النّاسُ !

فقُمتُ مُعْلِنـاً :

أينَ الرّغيفُ واللّبَـنْ ؟

وأينَ تأمينُ السّكَـنْ ؟

وأينَ توفيـرُ المِهَـنْ ؟

وأينَ مَـنْ
يوفِّـر الدّواءَ للفقيرِ دونمَا ثمَنْ ؟

مَعْـذِرَةً يا سيّـدي.. وَأيـنَ صاحـبي ( حَسَـنْ ) ؟!

****

(احتيـاط)

فُجِعَـتْ بي زوجَـتي

حينَ رأتني باسِما !

لَطَمـتْ كفّـاً بِكـفٍّ

واستَجارتْ بالسَّمـا .

قُلتُ : لا تنزَعِجـي .. إنّي بِخَيرٍ

لم يَزَلْ دائــي مُعافـى وانكِسـاري سالِمـا !

إطمئنّي ..كُلُّ شيءٍ فيَّ مازالَ كَما ..

لمْ أكُـنْ أقصِـدُ أنْ أبتَسِم

اكُنتُ أُجري لِفمي بعضَ التّمارينِ احتياطاً

رُبّمـا أفرَحُ يومـاً ..رُبّمــا !
****

(بيتُ الداء)

يا شعـبي .. ربَي يهديكْ .

هـذا الوالي ليسَ إلهـاً ..

ما لكَ تخشى أن يؤذيك ؟

أنتَ الكلُّ، وهذا الوالي

جُـزءٌ من صُنـعِ أياديكْ

مِـنْ مالكَ تدفعُ أُجـرَتَهُ

وبِفضلِكَ نالَ وظيفَتَـهُ

وَوظيفتُهُ أن يحميكْ

أن يحرِسَ صفـوَ لياليكْ
وإذا أقلَـقَ نومَكَ لِصٌّ
بالروحِ وبالدَمِ يفديكْ !

لقبُ (الوالي ) لفظٌ لَبِـقٌ

مِنْ شِـدّةِ لُطفِكَ تُطلِقَـهُ

عنـدَ مُناداةِ مواليكْ !

لا يخشى المالِكُ خادِمَـهُ

لا يتوسّـلُ أن يرحَمَـهُ

لا يطلُبُ منـهُ التّبريكْ .

فلِماذا تعلـو، يا هذا،بِمراتبِهِ كي يُدنيكْ ؟

ولِماذا تنفُخُ جُثّتـُهُ

حـتّى ينْزو .. ويُفسّيكْ ؟

ولِماذا تُثبِتُ هيبتَهُ ..حتّى يُخزيكَ وَينفيكْ ؟!

العِلّـةُ ليستْ في الوالـي ..العِلّـةُ، يا شعبي، فيكْ .

لا بُـدّ لجُثّـةِ مملـوكٍ

أنْ تتلبّسَ روحَ مليكْ

حينَ ترى أجسـادَ ملـوكٍ

تحمِـلُ أرواحَ مماليكْ