في المنام - تامر عزام



بطلتي ليه تيجي تزوريني في المنام ؟؟
قلبي قسي ولا أنا نسيت الآلام ؟؟
يكونش أنا بطلت أحس ؟؟ أو باحس اني تمام ؟؟
ولا الزمن من غفلته فكرني هانسي إني يتيم
زمن غشيم..
شوقي إليكي مستديم
لو حتى عشنا ألف عام
محتاج إليكي ع الدوام
***
لكني مضطر أرسم ضحكة صفرا للبشر ..
وألّم قلبي واطويه في علبة من حجر
وامشي بحالي ..
انشالله امشي للقمر ..
ماهو أصلهم قالوا لابد من أنه يمشي
كم حد فينا يابني راح ..والكون ميوقفشي
بيصبروني ويطمنوني.. ويكذبوا في وشي
شمسك خلاص غاب ضيها ..
هيفيد بإيه تاني الكلام ؟؟
****
بس الحقيقة إن أنا مكسور
عقلي عامل نفسه عاقل واحتوى حزن البحور ..
لكنه رافض يعترف أنك خلاص
نفضتي عن روحك وجع الجسد والناس
وأنك يا ست النسا بقيتي ست الحور
لسه أنا مسحور
باضحك وباتكلم واعيش وأنا ميت الأحساس
عايش صحيح إنما ..بمشاعر الأصنام
.******
لكني أول ما الليل يميّل
باخلع قناعي وارجع اكلمك
اناجي صورتك واصحي فيا العيّل
واحلم بطيف ضحكتك ..
فين دنيتك ؟
فين الحنان اللي اتخلق في لمستك
فين ابتسام ؟
دمع الولد نازل هدد في حطان شعوري بالحياه
روحي و راحت.. واللي فاضل مني دمعة ويا آه
دا هو نفسي أنا ولا أنا بقيت مجرد اشتباه ؟؟
يطلع عليّا الصبح تاني
وأرجع البس وش تاني
عشان أمثل الاهتمام
***
متزعليش
ومتغيبيش
يعني أنا موحشتكيش؟
طب ياللا ساعديني أعيش
طلي عليا من سماكي كل ليلة
واحضني روحي اليتيمة.. العليلة
نفسي يا امّا في ضمة تشفي
هي يعني ديا حاجة مستحيلة ؟
أبوس إيديكي
واسند عليكي
واقعد في حجرك وارتوي من نور عينيكي
واستني دعوة بيها تتحقق الأحلام
أديني ياللا نمت بدري عشان أشوفك
طلي أوام
طلي بنور الجنة وياّ أسراب الحمام
كفاية إني بقيت يتيم في دنيتي
بلاش كمان أكون يتيم أنا في المنام
----
13-2-2010


إلى أمي - عبد العزيز جويدة




أنا الكلماتُ تحترقُ ..

على شفَتي

وأنفاسي تَهُبُّ كمثلِ نيرانٍ على رئتي

أنا قلتُ : مساءُ الخيرِ يا أمي

وما ردَّتْ

تُراها قد نسَتْ لغتي ؟

فتحتُ البابْ ،

وأغلقتُ .. ورائي البابْ

ونادتْني ليالي الأمسِ والأحبابْ

وحييتُ الذي يجلسْ ..

جواري دائمًا أبدًا :

مساءُ الخير يا حزني

فردَّ الحزنُ بالترحابْ

****
تذكرتُ ..

هنا وجهَكْ

ووجهُكِ طلَّةٌ من نورْ

وقلبًا يُشبهُ البلُّورْ

وتسبيحًا وتكبيرًا

وعطرَ بخورْ

تذكرتُ ..

هنا التنورْ

وخبزًا جافْ

وظِلَّ شُجيرةِ الصفصافْ

وضمَّةَ صدرِكِ الحاني

على طفلٍ رضيعٍ خافْ

تذكرتُ ..

دعاءَكِ في صلاةِ الفجرْ

تذكرتُ الكلامَ الحلوَ في يومٍ

تذكرتُ الكلامَ المرْ

ويومَ سألتِني مرَّةْ

عن الموتِ ،

وأولِ ليلةٍ في القبرْ

وعن حالِ السنينَ هناكْ ،

وكيفَ تمُرّ ؟

ومرَّ العمرْ

وصارَ المرُّ في حلقي

هناكَ أمَرّ

وظلَّ السرُّ مطويًا

وخلفَ السرّ

أنا مازلتُ يا أمي على قبرِكْ

هنا طفلاً ..

يبيعُ الصبرْ

أُناديكِ

وأنتظرُ .. يجيءُ الردّ

وأصبحَ بيننا سدٌ

وماذا خلفَ هذا السدّ

بدأْنا العدّ

أنا طفلٌ حديثُ العهدِ باليُتمِ

ولا أدري وماذا بعدْ

فمنْ بعدَكْ ..

عليَّ يرُدْ ؟

ومَن بعدَكْ ..

إذا قبَّلتُ كفَّيهِ..

أذوقُ الشهدْ ؟

ومن يمسحْ ..

على رأسي إذا أأسى ؟

ومن بعدَكْ ..

يُقبِّلُني لكي أنسى ؟

ومن في الصبحِ أشتَمُّ ..

بأنفاسِهْ ..

عبيرَ الوردْ ؟

****
دخلتُ الآنَ حجرتَكِ

وجدتُ النورَ قد غادَرْ

وطيبَكِ من هنا سافَرْ

سألتُ النورَ عن شيءٍ هنا ترَكَهْ

لماذا البيتُ ما عادَ

فلا صوتٌ ولا حرَكَةْ

ولا خيرٌ ولا بركَةْ ؟

هنا مازالَ مقعدُكِ

وصوتٌ من كلامِ الأمسْ

جميعًا كنَّا ننتظرُكْ

فهُلِّي مثلما أنتِ

فقد كنتِ ..

هنا بالأمسْ

وبينَ اليومِ والأمسِ

تغيَّرْنا

فلا شكلٌ ولا لونٌ ،

ولا طعمٌ ولا مَعنى

ولا أنتِ ..

هنا معَنا

لأوَّلِ مرَّةٍ في العمرِ يا أمي

نذوقُ اليُتمَ أجمعَنا

نُغمِّسُ خبزَنا اليابسْ ..

بأدمُعِنا

أتى العيدُ ولم يطرُق ْ على بابي هنا أحدٌ

تعجَّبتُ ..

تُرى قد جاءَ هذا العامُ يا أمي

بلا أعيادْ ؟

ولم أسمعْ هنا صوتَكْ ..

يُناديني

فناديتُ ... وناديتُ ...

وخوفٌ داخلي يزدادْ

فأين فُطورُنا أينَ

وأينَ جميعُ من في البيتِ

يلتفُّونَ من حولِكْ ؟

هنا كنَّا على ميعادْ

هنا في البهوِ ننتظرُكْ

وهذا المِقعدُ الخالي

أُحدِّقُ فيه ..

ويقتُلُني سؤالٌ دارَ في بالي

طرقتُ البابَ لم أسمعْ ..

هنا صوتَكْ

وناديتُ : أيا أمي .. أيا أُمي

فتحتُ البابَ في صمتٍ

سريرُكِ ها هنا خالِ

وِسادتُكِ ، وجلبابُكْ ، ومسبحتُكْ ،

وبسمتُكِ .. دُعابتُكِ ،

ومصروفٌ لأطفالي

وأدويةٌ مُبعثرةٌ

سؤالُكِ دائمًا عني

وعن حالي

ورُقيتُكِ ، ودعوتُكِ

ونومي فوقَ رُكبتِكِ

ونظرتُكِ ، وضمَّتُكِ ، وقُبلتُكِ

وحضنٌ فيه آمالي

بأن أرتاحَ من تعبي ، وترحالي

تساقطْتُ ..

على الأرضِ

لأنَّ العجزَ قد دبَّ ..

بأوصالي

****
أُحسُّكِ دائمًا قربي تُناديني

بكلِّ مساءْ

فأجري نحوَ غُرفتِكِ

بكوبِ الماءْ

وقُرصِ دواءْ

فلا أجدُكْ ...

أضمُّكِ داخلي وأذوبْ

فلا يَبقى هنا منِّي ولا منكِ

سوى أنَّا

فَناءٌ ذائبٌ بفناءْ

وقد أعطيتِني روحًا

فحلَّقتُ ..

أنا معَكِ

بكلِّ سماءْ

فيا أمي التي اختصرَتْ بداخلِنا ..

مواسمَنا

فصرنا والسنينَ بكاءْ

مُسافرةٌ إلى أينَ حبيبَتَنا

مسافرةٌ بلا أشياءْ

حقيبتُكِ التي كانتْ

تُسافرُ دائمًا معَكِ

نراها لا تُطيقُ بقاءْ

ضَحكْتِ علينا واللهِ

وسافرتِ على استحياءْ

بغيرِ وداعْ

وسافرتِ ..

لأبعدِ نُقطةٍ في الكونِ سافرتِ

بلا أشياءْ

سِوى زادٍ من التقوى ،

وإيمانٍ كنبعِ الماءْ

تُراكِ الآنَ يا أمي

بأيِّ سماءْ ؟

****
وتعبسُ حولنا الأشياءُ معلنةً

قدومَ الموتْ

قطارٌ سوفَ يحملُنا لبلدانٍ

ونجهلُها

نسميها بلادَ الصمتْ

لدارٍ غيرِ تلكَ الدارِ يا أمي

وبيتٍ غيرِ هذا البيتْ

أُناديكِ

وأصرخُ دائمًا وحدي

بأعلى صوتْ

رجوتُكِ أن تجيبيني

وأن تَبقَيْ هنا معَنا

لبعضِ الوقتْ
****

أنا الندمانُ من رأسي إلى قدمي

أنا ندمي

على أني تركتُكِ لحظةً في العمرِ

ما كنتِ معي فيها

فعودي لي وأُقسِمُ لَكْ

بأني كلُّ أيامي سأقضيها

لأجلسَ تحتَ أقدامِكْ

أُقبِّلُها وأحملُها على رأسي

أُهدهدُها ، أُغطيها

فقد خدعتْني أيامي

ورحلةُ عمرِنا مرَّتْ

ولم أعرفْ

تواعَدْنا على شيءٍ

أنا واللهِ لم أُخلِفْ

ولكنْ أخلفَ الموتُ ..

الذي في لحظةٍ يَخطَفْ

تخيَّلتُ ..

بأن العمرَ ممتدٌّ

وأن هناكَ متسعًا من الأيامْ

وكم كانتْ لدينا هاهنا أحلامْ

رأيتُ الموتَ في عينيكِ في يومٍ

ولكنْ خلتُها أوهامْ

حكيتِ لنا عن الماضي

تركتِ بداخلي جرحًا

كألفِ علامةِ استفهامْ

ومرَّ الوقتُ لم نُكملْ

وقد قلنا :

غدًا إن شاءَ نستكملْ

وجاءَ الغدُّ يا أمي

وهاأنذا وحيدًا ، ضائعًا ، مُهمَلْ

فبعدَكِ يا أحبَّ الناسْ

بهذا القلبِ من بعدِكْ

أنا ماذا بهِ أفعلْ


------
عبدالعزيز جويده