الدائرة



هو ليس صيادا للقلوب

هو ليس وغدا أو لعوب

هو محض طفلٍ تائهٍ يلتمس الحنان بلا تدبرْ

ويعود يندم لكنه لا يتوب

دائرةٌ تدور ُ مجنونةٌ على القلوب ..

ودنيا بغير أمسٍ ..

تشابهت فيها الدروب ..

وتكررت فيها الذنوب

هو ليس محتالا كذوب

لكن ما أسهل أن يبوح بكلمة العشقِ

لكل فاتنةٍ تمرُ ولكل حانيةٍ بصدقِ

ما أسهل أن تفوح منه روائح السهد والشوقِِ

أن يلتقيها اليوم ويجن بها في الغدِ

أن يطلقَ الوعد تلو الوعد والوعدِ

ويشعر في كل مرةٍ أنه حق جديِ

وهو حساسٌ رقيقٌ يدمع من مرأى الغروب

تسكره أبيات درويشٍ ومن شعر نزارٍ يذوب

يعارض ظلم النظام ويألم من قهر الشعوب

هو صادقٌ في كل ذلك

لا افتراء ولا تجني

يُحَدث معشوقة اليوم عن سطحية العالم

عن الشعر والفن والقلب التائه الحالم

عن الطفل بداخله البرئ الطاهر الآثم

الذي يصبو إلى من تطلعه على سر الوجود

"أحييتِ لي حب الحياةِ ومنحتني عبق الخلود"

وهي هائمةٌ بهذا الطفل الذي

ستكون له أما وحضنا تعبّد بالورود

هو صادقٌ في كل ذلك ..

وإن جانبه التأني

لكن من دون أن تفهم، تأتي لحظة الهروب

فراشةٌ ملت زهرة الياسمين ففرت ..

لا تظن أنها أبدا قد تعود

يفيق وفي يديه شظايا قلب جديدٍ ودود

يحنى رأسه .. كخزي يهوذا أمام المسيح

"لماذا أتيت ؟؟ لماذا رحلت ؟؟

لماذا أظن أني الجريح ؟؟

وهل عساني سأهدأ يوماً أو أستريح ؟"

كم مشى فوق نعوش العاشقات البائسات

اللواتي وثقن بقلب "فسيح"

يتخبط بين شعور الإثم والندم الفصيح

هل يحيى الموتى البكاءُ فوق الضريح ؟؟

ويعود يلملم ذاته المتناثرة الحائرة ..

ويظن أنه يبدأ من جديد بروح طاهرة

لا يدرك أنه شرير هذه القصة

وأن كل من يقرأها تنتابه الغصة

يظن أنه نفسه الضحية

كأي سفاح شقي

صنعته ظروف غادرة

وتدور الدائرة ..

يحكي لمعشوقة اليوم عن الطفل الذي بداخله

والذي لا يخلو من العيوب

لكنه في قرارة نفسه يسمع صوت الطفل الذبيح

أنت بغير روح ..

أنت لن تستريح

الروح سقمت من فرط ما أسلمتها للريح

الروح ذبلت ..

لا يكفي أنك تخفي آثار الندوب ..

ولن يجديك أنك تخفي جثمان روحك بين أطلال القلوب

Ben Azzam

20-12-2010