Nezar Qabbani-قارئة الفنجان

جَلَسَت والخوفُ بعينيها

تتأمَّلُ فنجاني المقلوب

قالت:

يا ولدي.. لا تَحزَن

فالحُبُّ عَليكَ هوَ المكتوب

يا ولدي،

قد ماتَ شهيداً

من ماتَ على دينِ المحبوب

فنجانك دنيا مرعبةٌ

وحياتُكَ أسفارٌ وحروب..

ستُحِبُّ كثيراً يا ولدي..

وتموتُ كثيراً يا ولدي

وستعشقُ كُلَّ نساءِ الأرض..

وتَرجِعُ كالملكِ المغلوب

بحياتك يا ولدي امرأةٌ

عيناها، سبحانَ المعبود

فمُها مرسومٌ كالعنقود

ضحكتُها موسيقى و ورود

لكنَّ سماءكَ ممطرةٌ..

وطريقكَ مسدودٌ.. مسدود

فحبيبةُ قلبكَ.. يا ولدي

نائمةٌ في قصرٍ مرصود

والقصرُ كبيرٌ يا ولدي

وكلابٌ تحرسُهُ.. وجنود

وأميرةُ قلبكَ نائمةٌ..

من يدخُلُ حُجرتها مفقود..

من يطلبُ يَدَها..

من يَدنو من سورِ حديقتها.. مفقود

من حاولَ فكَّ ضفائرها..

يا ولدي..

مفقودٌ.. مفقود

بصَّرتُ.. ونجَّمت كثيراً

لكنّي.. لم أقرأ أبداً

فنجاناً يشبهُ فنجانك

لم أعرف أبداً يا ولدي..

أحزاناً تشبهُ أحزانك

مقدُورُكَ.. أن تمشي أبداً

في الحُبِّ .. على حدِّ الخنجر

وتَظلَّ وحيداً كالأصداف

وتظلَّ حزيناً كالصفصاف

مقدوركَ أن تمضي أبداً..

في بحرِ الحُبِّ بغيرِ قُلوع

وتُحبُّ ملايينَ المَرَّاتِ...

وترجعُ كالملكِ المخلوع

Nezar Qabbani-حين نغدو عاشقينا

يا الهي:
عندما نعشق ماذا يعترينا ..؟
ما الذي يحدث في داخلنا ..؟
ما الذي يكسر فينا ..؟
كيف نرتد إلي طور الطفولة
كيف تغدو قطرة الماء محيطاً
ويصير النخل أعلى
ومياه البحر أحلى
وتصير الشمس سواراً من الماس ثمينا
حين نغدو عاشقينا ...
**********
يا الهي :
ما يسمى ذلك الحب الذي ظل قروناً
يقتل القتلى .. ويحتل الحصونا
ويذل الأقوياء القادرينا
ويذيب البسطاء الطيبينا
كيف يغدو شعر من نهوى سريراً من ذهب ..؟
وفم المحبوب شهداً وعنب
كيف نمشي وسط النهار
ونلتذ بألوان الذهب
كيف نغدوا - عندما نعشق - أسرى
بعدما كنا ملوكاً فاتحينا
ما نسمي ذلك الحب الذي يدخل كالمسكين فينا ..؟
أ نسميه صداعاً..؟
أم نسميه جنوناً..؟
كيف يغدو الكون في ثانية
واحة خضراء أو ركناً حنونا
حين نغدو عاشقينا ...
****************
يا الهي :
ما الذي يحدث في منطقنا ..؟
ما الذي يحدث فينا ..؟
كيف تغدو لحظة الشوق سنينا
ويصير الوهم في الحب يقينا
كيف تختل أسابيع السنة ..؟
كيف يلغي الحب كل الأزمنة ..؟
فيصير الصيف يأتي في الشتاء
ويصير الورد ينموا في بساتين السماء
حين نغدو عاشقينا ...
************
يا الهي :
كيف نستسلم للحب , ونعطيه مفاتيح الأمان
واليه نحمل الشمع وعطر الزعفران
كيف ننهار على أقدامه مستغربينا
كيف نسعى لحماه .. قابلينا
كل ما يفعل فينا
كل ما يفعل فينا
************
يا إلهي .. عندما يضربنا الحب على غير انتظار..
ما الذي يذهب منا ؟
ما الذي يولد فينا ؟
كيف نغدو كالتلاميذ الصغار ..
أبرياء ساذجينا ...
ولماذا عندما تضحك محبوبتنا ..
تمطر الدنيا علينا ياسمينا ..
ولماذا عندما تبكي على ركبتنا ..
يصبح العالم عصفوراً حزينا ..؟
يا الهي..
نزار قباني

إن يسألونك عني

إن يسألونك عني

يوما، فلا تفكري كثيرا

قولي لهم بكل كبرياء

((... يحبني...يحبني كثيرا ))

صغيرتي : إن عاتبوك يوما

كيف قصصت شعرك الحريرا

وكيف حطمت إناء طيب

من بعدما ربيته شهورا

وكان مثل الصيف في بلادي

يوزع الظلال والعبيرا

قولي لهم: ((أنا قصصت شعري

((... لان من أحبه يحبه قصيرا

أميرتي : إذا معا رقصنا

على الشموع لحننا الأثيرا

وحول البيان في ثوان

وجودنا أشعة ونورا

وظنك الجميع في ذراعي

فراشة تهم أن تطيرا

فواصلي رقصك في هدوء

... واتخذي من أضلعي سريرا

وتمتمي بكل كبرياء:

((... يحبني... يحبني كثيرا ))

حبيبتيي: إن أخبروك أني

لا أملك العبيدا والقصورا

وليس في يدي عقد ماس

به أحيط جيدك الصغيرا

قولي لهم بكل عنفوان

يا حبي الأول والأخيرا

قولي لهم: ((... كفاني

((... بأنه يحبني كثيرا

حبيبتي يا ألف يا حبيبتي

حبي لعينيك أنا كبير

... وسوف يبقى دائما كبيرا

تسألني حبيبتي



ما دمتِ يا عصفورتي الخضراء
حبيبتي
إذن .. فإن الله في السماء

: تسألني حبيبتي
ما الفرق ما بيني وما بين السما ؟
الفرق ما بينكما
أنك إن ضحكت يا حبيبتي
أنسى السما

الحب يا حبيبتي
قصيدة جميلة مكتوبة على القمر
الحب مرسوم على جميع أوراق الشجر
. . الحب منقوش على
ريش العصافير ، وحبات المطر
لكن أي امرأة في بلدي
إذا أحبت رجلا
ترمى بخمسين حجر

حين أنا سقطت في الحب
. . تغيرت
تغيرت مملكة الرب
صار الدجى ينام في معطفي
وتشرق الشمس من الغرب

يا رب قلبي لم يعد كافيا
لأن من أحبها .. تعادل الدنيا
فضع بصدري واحدا غيره
يكون في مساحة الدنيا

ما زلت تسألني عن عيد ميلادي
سجل لديك إذن .. ما أنت تجهله
تاريخ حبك لي .. تاريخ ميلادي


لو خرج المارد من قمقمه
وقال لي : لبيك
دقيقة واحدة لديك
تختار فيها كل ما تريده
من قطع الياقوت والزمرد
لاخترت عينَيْكِ .. بلا تردد

ذات العينين السوداوين
ذات العينين الصاحيتين الممطرتين
لا أطلب أبدا من ربي
إلا شيئين
أن يحفظ هاتين العينين
ويزيد بأيامي يومين
كي أكتب شعرا
في هاتين الؤلؤتين

لو كنت يا صديقتي
بمستوى جنوني
لرميت ما عليك من جواهر
وبعت ما لديك من أساور
و نمت في عيوني

أشكوك للسماء
أشكوك للسماء
كيف استطعتِ ، كيف ، أن تختصري
جميع ما في الكون من نساء


لأن كلام القواميس مات
لأن كلام المكاتيب مات
لأن كلام الروايات مات
أريد اكتشاف طريقة عشق
أحبك فيها .. بلا كلمات


أنا عنك ما أخبرتهم .. لكنهم
لمحوك تغتسلين في أحداقي
أنا عنك ما كلمتهم .. لكنهم
قرأوك في حبري وفي أوراقي
للحب رائحة .. وليس بوسعه
أن لا تفوح .. مزارع الدراق

أكره أن أحب مثل الناس
أكره أن أكتب مثل الناس
أود لو كان فمي كنيسة
. . وأحرفي أجراس


ذوبت في غرامك الأقلام
. . من أزرق .. وأحمر .. وأخضر
حتى انتهى الكلام
علقت حبي لك في أساور الحمام
ولم أكن أعرف يا حبيبتي
أن الهوى يطير كالحمام

عدي على أصابع اليدين ، ما يأتي
فأولا : حبيبتي أنت
وثانيا : حبيبتي أنت
وثالثا : حبيبتي أنت
ورابعا وخامسا
وسادسا وسابعا
وثامنا وتاسعا
وعاشرا . . حبيبتي أنت


حبك يا عميقة العينين
تطرف
تصوف
عبادة
حبك مثل الموت والولادة
صعب بأن يعاد مرتين

عشرين ألف امرأة أحببت
عشرين ألف امرأة جربت
وعندما التقيت فيك يا حبيبتي
شعرت أني الآن قد بدأت


لقد حجزت غرفة لاثنين في بيت القمر
نقضي بها نهاية الأسبوع يا حبيبتي
فنادق العالم لا تعجبني
الفندق الذي أحب أن أسكنه هو القمر
لكنهم هنالك يا حبيبتي
لا يقبلون زائرا يأتي بغير امرأة
فهل تجيئين معي
يا قمري . . إلى القمر


لن تهربي مني فإني رجل مقدرعليك
لن تخلصي مني . . فإن الله قد أرسلني إليك
فمرة .. أطلع من أرنبتي أذنيك
ومرة أطلع من أساور الفيروز في يديك
وحين يأتي الصيف يا حبيبتي
أسبح كالأسماك في بُحْرَتَيْ عينيك


لو كنت تذكرين كل كلمة
لفظتها في فترة العامين
لو أفتح الرسائل الألف .. التي
كتبت في عامين كاملين
كنا بآفاق الهوى
طرنا حمامتين
وأصبح الخاتم في
إصبعكِ الأيسر . . خاتمين


لماذا .. لماذا .. منذ صرت حبيبتي
يضيء مدادي .. والدفاتر تعشب
تغيرت الأشياء منذ عشقتني
وأصبحت كالأطفال .. بالشمس ألعب
ولستُ نبياً مُرسلاً غير أنني
أصير نبياً .. عندما عنكِ أكتبُ ..

.........................


محفورة أنت على وجه يدي
كأٍسطر كوفية
على جدار مسجد
محفورة في خشب الكرسي.. ياحبيبتي
وفي ذراع المقعد
وكلما حاولت أن تبتعدي
دقيقة واحدة
أراك في جوف يدي


لا تحزني
إن هبط الرواد في أرض القمر
فسوف تبقين بعيني دائما
أحلى قمر


حين أكون عاشقا
أشعر أني ملك الزمان
أمتلك الأرض وما عليها
وأدخل الشمس على حصاني

حين أكون عاشقا
أجعل شاه الفرس من رعيتي
وأخضع الصين لصولجاني
وأنقل البحار من مكانها
ولو أردت أوقف الثواني

حين أكون عاشقا
أصبح ضوءا سائلا
لاتستطيع العين أن تراني
وتصبح الأشعار في دفاتري
حقول ميموزا وأقحوان

حين أكون عاشقا
تنفجر المياه من أصابعي
وينبت العشب على لساني
حين أكون عاشقا
أغدو زمانا خارج الزمان


إني أحبك عندما تبكينا
وأحب وجهك غائما وحزينا
الحزن يصهرنا معا ويذيبنا
من حيث لا أدري ولا تدرينا
تلك الدموع الهاميات أحبها
وأحب خلف سقوطها تشرينا
بعض النساء وجوههن جميلة
وتصير أجمل .. عندما يبكينا

................

أخطأت يا صديقتي بفهمي
فما أعاني عقدة
ولا أنا أُذيب في غرائزي وحلمي
لكن كل امرأة أحببتها
أردت أن تكون لي
حبيبتي وأمي
من كل قلبي أشتهي
لو تصبحين أمي


جميع ما قالوه عني صحيح
جميع ماقالوه عن سمعتي
في العشق والنساء قول صحيح
لكنهم لم يعرفوا أنني
أنزف في حبك مثل المسيح


يحدث أحيانا أن أبكي
مثل الأطفال بلا سبب
يحدث أن أسأم من عينيك الطيبتين
. . بلا سبب
يحدث أن أتعب من كلماتي
من أوراق من كتبي
يحدث أن أتعب من تعبي


عيناك مثل الليلة الماطرة
مراكبي غارقة فيها
كتابتي منسية فيها
إن المرايا ما لها ذاكره

كتبت فوق الريح
إسم التي أحبها
كتبت فوق الماء
لم أدر أن الريح
لا تحسن الإصغاء
لم أدر أن الماء
لا يحفظ الأسماء


ما زلتِ يا مسافره
مازلت بعد السنة العاشره
مزروعه
كالرمح في الخاصره
كرمال هذا الوجه والعينين
قد زارنا الربيع هذا العام مرتين
وزارنا النبيُ مرتين


أهطل في عينيك كالسحابه
أحمل في حقائبي إليهما
كنزا من الأحزان والكآبه
أحمل ألف جدول
وألف ألف غابه
وأحمل التاريخ تحت معطفي
وأحرف الكتابه

أروع ما في حبنا أنه
ليس له عقل ولا منطق
أجمل ما في حبنا أنه
يمشي على الماء ولا يغرق


لا تقلقي . يا حلوة الحلوات
ما دمت في شعري وفي كلماتي
قد تكبرين مع السنين .. وإنما
لن تكبرين أبدا .. على صفحاتي


ليس يكفيك أن تكوني جميله
كان لابد من مرورك يوما
بذراعيَّ
كي تصيري جميله



وكلما سافرت في عينيك ياحبيبتي
أحس أني راكب سجادة سحريه
فغيمة وردية ترفعني
وبعدها .. تأتي البنفسجيه
أدور في عينيك يا حبيبتي
أدور مثل الكرة الأرضيه

كم تشبهين السمكه
سريعة في الحب .. مثل السمكه
قتلتِ ألف امرأة .. في داخلي
وصرت أنت الملكه

إني رسول الحب
أحمل للنساء مفاجآتي
...............



أجمل مافيك هو الجنون
أجمل ما فيك ، إذا سمحت
خروج نهديك على القانون
تعري فمنذ زمان طويل
على الأرض لم تسقط المعجزات
تعري .. تعري
أنا أخرس
وجسمك يعرف كل اللغات

......................


ضعي أظافرك الحمراء ..في عنقي
ولا تكوني معي شاة .. ولا حملا
وقاوميني بما أوتيت من حيل
إذا أتيتك كالبركان مشتعلا
أحلى الشفاه التي تعصي .. وأسوأها
تلك الشفاه التي دوما تقول : بلى

كم تغيرت بين عام وعام
كان همي أن تخلعي كل شيء
وتظلي كغابة من رخام
وأنا اليوم لا أريدك إلا
أن تكوني .. إشارة استفهام



وكلما انفصلتُ عن واحدة
أقول في سذاجة
سوف تكون المرأة الأخيره
والمرة الأخيره
وبعدها سقطت في الغرام ألف مرة
ومت ألف مرة
ولم أزل أقول
" تلك المرة الأخيره "


عبثا ما أكتب سيدتي
إحساسي أكبر من لغتي
وشعوري نحوك يتخطى
صوتي .. يتخطى حنجرتي
عبثا ما أكتب .. ما دامت
كلماتي .. أوسع من شفتي
أكرهها كل كتاباتي
مشكلتي أنكِ مشكلتي


لأن حبي لك فوق مستوى الكلام
قررت أن أسكت .. . . والسلام

Rawan Malhas-خواطر

إن كنت انت لها فمن لي انا؟
منذ البدايات احببتك
مذ كان حبك محرما
مذ كان قلبك بين يديها
تمثل فيه...تراقصه
منذ البدايات احببتك
مذ كنت حالما يافعا
ملأتني بالقصص والحكايات
هاتفتني لساعات
تكلمنا تحاورنا بالعيون والكلمات
وكنت انت لها
ولم يكن لي سوى الشتات

*************

عندما اكون انا الاخر ويكون هو انا وتكون هي هو
عندما لا ارى الاخر وهو لا يراني وهي لا تراه
وعندما يقترب الاخر مني ويبتعد هو عني ويقترب منها فتبتعد عنه
نكون جميعا قد توصلنا الى اجمل مفهوم للجنون

**************

اشهد قد هزمت
اشهد قد سئمت
اشهد على ضعفي
على دمعي على خوفي
او على ياسي
اشهد
اعلنت النهاية
اشهد
مللت الحكاية
اشهد
نفذ صبري
اشهد
عظم قهري
سلمت للقدر
اشهدما عدت املك
اشهد على انكساري
اشهد على اندثاري
اشهد على فنائي
اشهد او فلا تشهد
ما عدت ابالي

****************

هل غدر طهري سكينك
لا تعتذر
هل جرح دمعي عيونك
هل الم جرحي عمرك
هل حرق انيني صدرك
هل ذبح صمتي صوتك
لا تعتذر
فكبريائي يعتذر
ما رآه غرورك هفوه
أراه انا النهاية

***************
لحظات عشناها
فرحنا بها احببناها
احيت قلوبنا
صلينا لكي تعد
لم تعد
لن تعد
ليست سوى لحظات
اشبه باحلام
تجعلنا نتسأل
أهي حقيقة أم محض خيال

****************

هو ليس الندم على ما كان
ليس الاسف على ما سيكون
أو حتى الخوف من المجهول
هو الوله هو الذهول
هو العجز عن التفكير
هي تعاسة الانتظار
لمعجزة لن تكون

****************

يا هذا الصباح الجميل
يا قلبي العليل
ياذاك الحلم الجميل
يا حسرة الملتاع
يا شوق كسر الاضلاع
يا املي الضائع

سأكتب لك في كل صباح قصيدة
سأنسج لك من حزني وشاحا
ساصلي ليحميك الله
ولن ادعوه لتعد
فلم يبقى هنا سوى شبح الذكريات

*****************

مهمة رسمية اوكلك بها
ان تلون ايامي بالوان وردية
ان تزرع الزهور في بساتيني
وتنثر المحبة في قلبي
تذهب بي الى حدود الشمس
تعلمني الابتسام
تحي عمري من جديد

*************
لا تخشى الطيران
حلق عاليا
اذهب بعيدا
احب ان اراك سعيدا
هنيئا طليقا
هيا اذهب
اذهب ولا تعد

****************

لا اعتقد بانا التقينا
تلك كانت البداية
هي ... هو
اليوم ... وغدا
وبعد غد
ليلك وفل وياسمين
وبعد سنين
لم تبق هناك الا الذكريات
وجوريتان فوق قبر حزين

********

يكاد ان يقتلني القلق
لم تغب عن ذهني لحظة
في وسط الزحام
ألم يناديك الشوق؟
عشرة أيام
عشر ليال
هل لي من مكان
ام اني سراب
انشغال ام اهمال
ضع حدا لهواجسي
اقترب مني ايها الحلم الجميل

*****

يا هذه الدقائق لا تنتهي
يا هذه اللحظات لا تذهبي
يا عقارب الساعة توقفي
لا أمل النظر اليه
الى عينيه
احوم وادور
كفراشة بين الزهور
عبيره الفتان
سحرني اسعدني
اخاف اقترابه
لا اجرى على الاعتراف له
بحنيني بشغفي بشوقي
اطوق الى صدره الدافئ
واحتاج الى حضنه الحنون
ليملئني قوة وصمودا وشموخ

*********

Its too perfect to be the truth
we gone far away
so is it the time for some unpleasant event
which will return us to the reality
having you in my life almost like a dream
losing you becoming an obsession
started to kill me softly
is it too much asking for a hug
hold me tight
I need to feel your warm
stay next to me
don't leave
before we have to let go...
fill up my life with your smile

*****

قلت لست ادري من اين سابدا
فقال من البداية
فأجبت لا ادري ما هي
قال هي الصورة التي نحفرها في الذاكرة دون ان ندري
اغمضت عيني فرايته هناك على ضفة النيل
...فاذا على ضفة النيل ولدت حكاية جنوننا, لم نقل شيئا يومها-لم يكن للكلمات معنى؛ سلبتني عيناه، ففقدت الشعور بالمكان, وتاه مني الزمان!!!
حاولت الهروب مرارا... لم اكن ادري باني كنت اهرب منه الى عينيه.
مشينا معا ضحكنا وبكينا، تحاورنا بشغف، ساعات مضت من البوح، سمعته بروية وعشت بين طبقات صوته. تدفقت الافكار مني بزخم لم أعهده قبلا، كل منا كان ينتظر الاخر- كل منا كان الاخر.أخذتنا الفرحة بعيدا, لم نكن وحدنا؛ كنا بصحبة القلم، فوق خشبة المسرح، بين صفحات الكتب... كامسية شعرية, حين كان هو الشاعر وكنت أنا الجمهور, تالق يومها فحلق نحو السماء.

طال الليل بنا، ضاقت الدنيا بنا، فلم نجد سوى ذاكرة قلم...وحلم وزهرة وأمل

بدأنا نخط الحدث, كل على طريقته, تعود لي تلك الصباحات حين كنت استيقظ
على شطر فامضي يوما ابحث عن اخر, جاد قلمي بعد غياب حولين, فرحت به, ضممته بشوق, كما لو كان حبيب غائب, احسست اني عدت الى الحياة – أخيرا – عدت عنصرا فيها و ليس شاهدا عليها...

حتى اني تلقيت رسالة قصيرة منه ليهنئني بها على العودة.

كم كان جميلا حتى في ردود أفعاله!!!

وعند ردود أفعاله توقف القلم، اعتراها شعور غريب، ابتسمت قليلا، أخذت تنظر الى قلمها، تلاعبه حينا...وتلاعب أصبعيها به أحيانا، وضعته جانبا، حاولت الهرب منه، كم كان مغريا! علمت تماما انها ان استمرت لن تستطيع مقاومته، كانت على يقين بأنه سيغريها فيروي في لحظات ما تناسته زمنا، نعم...نتاسته؛ فهي يوما لم تنسى! بل انتظره دوما!

ففي الانتظار نعيش طويلا...

نمضي العمر في انتظار الامس... نصحح أخطاءه ونعيد امجاده، نمضي العمر في انتظار الغد باحلامه، نتفانى لتحقيقها، نخطط لها بكل دقة، أملين انه سيأتي على قياسها تماما... ونمضي العمر في انتظار حبيب قد يكون امامنا ولسنا نراه...في انتظار ما يكسر صمت هاتف جوال برسالة قصيرة من عزيز؛ فتطمئن قلوبنا-ان هناك من يزال يذكر.

في الانتظار نعيش لحظات... ولا نعيش لحظات الانتظار!

لحظات تمر بهدوء رمال الساعة... لحظات قليلة تتراكم لتغدو دقائق فساعات فأعمار، ندرك لاحقا انا أهدرناها في الانتظار – متأخرين حتما...

وهي انتظرت طويلا لتكتب عنه، لتجمع قصاصات شعره المبعثرة، لتعيد بعث فصول الحكاية... علمت دوما أنها ستلقاه يوما ولو على بياض الورق...ويبقى السؤال: لم ،بالذات، الان؟

- ساكتب يوما مذكراتي وساروي للعالم حكايتي معك....قالها ضاحكا...أكان يعرف يومها أن كل أحلامها ما هي الا رواية لتروى؟ أكان يعلم أنه لن يملك منها سوى كثير من الحوارات وقليل من الأمل؟

فابتسمت له و قالت: وانا ايضا ساكتب عنك... أكانت تعرف يومها أنها ستنتظر لتكتب عن الحياة التي لم يعيشاها، وعن البيت الذي لم يبنياه، وعن الطريق الذي لم يمشيا فيه سويا؟

هو كل ما أحبت في رجل، هو ليس كالاخرين، فهو مزيج مختلف من القوة والضعف، من الثقة والغيرة، من العقل و الجنون. مزيج من البساطة والعمق والرقي. هو ثاقب واثق، بليغ في صمته، حاد في حديثه. من القلة الحالمة، متفائل و مؤمن دوما. هو من زمن أخر....زمن مختلف، زمن الكلمة والقلم...

هو ببساطة ما تستطيع أن تدعوه "رجل"

تقاطعا في صمت، حين تقاطعت خيوط القدر لتنسج شالا أحمر بعث دفء الحياة في روحيهما. كانت على عجل، بخطى دقيقة، خفيفة كما الندى، غائبة الذهن، لا يعنيها ما يحيط بها ولا يشغلها سوى أن تقطع تلك السلالم لتبلغ وجهتها، يعلو كتفيها ذاك الشال الاحمر، يزيدها بهاء، يلتف حولها كزندين يعانقان حلم العمر... صدمت به أمامها، قادما من عمق الحياة، ليخترق حصون عزلتها، رأى كل منهما نفسه في مرآة الاخر...
ابتسم فابتسمت

********


حان وقت لقاءها، فقررت الذهاب اليها، لم أتوقع بعد تلك السنوات أن تكون كما عرفتها، فلا بد أن الزمن قد ترك بصماته على دنياها...
تأملتها من بعيد دون أن أشعرها بوجودي، حرصت أن أبقى في الخفاء، واكتفيت بمراقبة غموض عفويتها وابتسامتها الرائعة، انتفض جسدي حين رن صوت ضحكتها "الباردة" عاليا في أرجاء المكان

اقتربت منها بخطوات خجولة، لم تلحظ وجودي وسط الجموع- ولا اعتقد أنها يوما فعلت، سمعتها تقول

( يشاء الهوى ما قد يشاء، فمن مفارقات القدر أن تسعد بوحدتك فيأتيك الحب على عجل!! لتذوب بحسرته ثلوج صدرك، وتنفض بيده غبار الكسل عن قلبك)

وقفت مطولا عند تلك المفارقة... عجزت عن التعليق فاعتلت وجهي ابتسامة استغراب من عبثية هذه الحياة، عبثية تدفعك لتقطع طويل المسافات نحو من اعتقدت انك احببت لتجد نفسك امام حب اخر! تدنو منه فيسبقك قلبك اليه...

واصلت حديثها بعد لحظات من الصمت

(نقطع الدروب الى نهايتها... منهمكين بالمسير قدما، فيضحي دافعنا هاجس أعمى في عقل مجنون...)

ثم عادت لصمتها، كان لها من البلاغة قدرا حتى عرفت متى يكون الصمت أوقع صدى
*********

تذكرة للمجهول

في صباحاتي اعتدت أن اتفقد صندوق بريدي "الالكتروني" بصحبة رائحة فنجان القهوة، يرافقنا شجن فيروز الجميل، فربما يحمل مفاجأه قد تغير مجرى حياتي أو رسالة قد يغمرني الفرح بعد قراءتها. وذات صباح ربيعي أبدعه الخالق، توقف قلبي عند دعوة كانت تقبع في ذاك الصندوق لايام، شوشتني فتجاهلتها- لكني لم أقوى على محوها، فعدت لها:

اللقاء السنوي لاندية..............
الزمان: الثالث والعشرون من آذار
المكان: القاهرة

حملت تلك الدعوة في قلبي طوال اليوم، تخاطبت ونفسي مرارا، تعددت دوافعي فكان لا بد من أصدق نفسي؛ لم فرحت بتلك الدعوة الى حد التعلق؟

حضور اللقاء بكل تأكيد سيضيف الجديد لذاكرتي، ولكنه ليس بأهمية ما سأتركه خلفي (غير منجز) لأيام...

أو ربما هو الموعد المنتظر مع الجنون؟ نعم فقد عشقت مدينة لم أسكنها- وهذا درب من الجنون، سكنت روحي في شوارعها وامتلأت عروقي من نيلها، عشت شغف لقائها حتى أضحى هاجسا شغل حواسي، فجاشت مخيلتي بصور لجسورها وضفافها، وسرت في سمعي أصداء صباحاتها وأمسياتها...أكان موعد مع القاهرة التي أحببت؟؟؟

ولكن أيعقل أن يكون هو الدافع؟ فاجأني دوما في حواراته فملأني بالفضول...أردت اكتشافه، أملت مخاطبته وجها لوجه لأنظر الى عينيه في منتصف الحوار، فتلك الحوارات "الالكترونية" لم تعد تشبع رغبتي في اقتحام شخصه.

حتى اليوم أجهل ما دفعيني للمضي قدما، ولكني سئمت من انتظار المجهول فعقدت العزم على أن أخوض رحلتي معه...

بتذكرة سفر قطعتها نحو قدري، سرت باتجاه منعطف جديد وضعني أمام نفسي، فمقعد الطائرة لا ينقلنا بين المدن فحسب بل ينقلنا بين الحكايا فيحررنا بعضها و يأسرنا الأخر، حكايا تربكنا سطورها حين تمزج حرقة الفراق بلهفة اللقاء.

قطعت تذكرة سفر باتجاه واحد - الى المجهول

Rawan Malhas