Rawan Malhas-خواطر

إن كنت انت لها فمن لي انا؟
منذ البدايات احببتك
مذ كان حبك محرما
مذ كان قلبك بين يديها
تمثل فيه...تراقصه
منذ البدايات احببتك
مذ كنت حالما يافعا
ملأتني بالقصص والحكايات
هاتفتني لساعات
تكلمنا تحاورنا بالعيون والكلمات
وكنت انت لها
ولم يكن لي سوى الشتات

*************

عندما اكون انا الاخر ويكون هو انا وتكون هي هو
عندما لا ارى الاخر وهو لا يراني وهي لا تراه
وعندما يقترب الاخر مني ويبتعد هو عني ويقترب منها فتبتعد عنه
نكون جميعا قد توصلنا الى اجمل مفهوم للجنون

**************

اشهد قد هزمت
اشهد قد سئمت
اشهد على ضعفي
على دمعي على خوفي
او على ياسي
اشهد
اعلنت النهاية
اشهد
مللت الحكاية
اشهد
نفذ صبري
اشهد
عظم قهري
سلمت للقدر
اشهدما عدت املك
اشهد على انكساري
اشهد على اندثاري
اشهد على فنائي
اشهد او فلا تشهد
ما عدت ابالي

****************

هل غدر طهري سكينك
لا تعتذر
هل جرح دمعي عيونك
هل الم جرحي عمرك
هل حرق انيني صدرك
هل ذبح صمتي صوتك
لا تعتذر
فكبريائي يعتذر
ما رآه غرورك هفوه
أراه انا النهاية

***************
لحظات عشناها
فرحنا بها احببناها
احيت قلوبنا
صلينا لكي تعد
لم تعد
لن تعد
ليست سوى لحظات
اشبه باحلام
تجعلنا نتسأل
أهي حقيقة أم محض خيال

****************

هو ليس الندم على ما كان
ليس الاسف على ما سيكون
أو حتى الخوف من المجهول
هو الوله هو الذهول
هو العجز عن التفكير
هي تعاسة الانتظار
لمعجزة لن تكون

****************

يا هذا الصباح الجميل
يا قلبي العليل
ياذاك الحلم الجميل
يا حسرة الملتاع
يا شوق كسر الاضلاع
يا املي الضائع

سأكتب لك في كل صباح قصيدة
سأنسج لك من حزني وشاحا
ساصلي ليحميك الله
ولن ادعوه لتعد
فلم يبقى هنا سوى شبح الذكريات

*****************

مهمة رسمية اوكلك بها
ان تلون ايامي بالوان وردية
ان تزرع الزهور في بساتيني
وتنثر المحبة في قلبي
تذهب بي الى حدود الشمس
تعلمني الابتسام
تحي عمري من جديد

*************
لا تخشى الطيران
حلق عاليا
اذهب بعيدا
احب ان اراك سعيدا
هنيئا طليقا
هيا اذهب
اذهب ولا تعد

****************

لا اعتقد بانا التقينا
تلك كانت البداية
هي ... هو
اليوم ... وغدا
وبعد غد
ليلك وفل وياسمين
وبعد سنين
لم تبق هناك الا الذكريات
وجوريتان فوق قبر حزين

********

يكاد ان يقتلني القلق
لم تغب عن ذهني لحظة
في وسط الزحام
ألم يناديك الشوق؟
عشرة أيام
عشر ليال
هل لي من مكان
ام اني سراب
انشغال ام اهمال
ضع حدا لهواجسي
اقترب مني ايها الحلم الجميل

*****

يا هذه الدقائق لا تنتهي
يا هذه اللحظات لا تذهبي
يا عقارب الساعة توقفي
لا أمل النظر اليه
الى عينيه
احوم وادور
كفراشة بين الزهور
عبيره الفتان
سحرني اسعدني
اخاف اقترابه
لا اجرى على الاعتراف له
بحنيني بشغفي بشوقي
اطوق الى صدره الدافئ
واحتاج الى حضنه الحنون
ليملئني قوة وصمودا وشموخ

*********

Its too perfect to be the truth
we gone far away
so is it the time for some unpleasant event
which will return us to the reality
having you in my life almost like a dream
losing you becoming an obsession
started to kill me softly
is it too much asking for a hug
hold me tight
I need to feel your warm
stay next to me
don't leave
before we have to let go...
fill up my life with your smile

*****

قلت لست ادري من اين سابدا
فقال من البداية
فأجبت لا ادري ما هي
قال هي الصورة التي نحفرها في الذاكرة دون ان ندري
اغمضت عيني فرايته هناك على ضفة النيل
...فاذا على ضفة النيل ولدت حكاية جنوننا, لم نقل شيئا يومها-لم يكن للكلمات معنى؛ سلبتني عيناه، ففقدت الشعور بالمكان, وتاه مني الزمان!!!
حاولت الهروب مرارا... لم اكن ادري باني كنت اهرب منه الى عينيه.
مشينا معا ضحكنا وبكينا، تحاورنا بشغف، ساعات مضت من البوح، سمعته بروية وعشت بين طبقات صوته. تدفقت الافكار مني بزخم لم أعهده قبلا، كل منا كان ينتظر الاخر- كل منا كان الاخر.أخذتنا الفرحة بعيدا, لم نكن وحدنا؛ كنا بصحبة القلم، فوق خشبة المسرح، بين صفحات الكتب... كامسية شعرية, حين كان هو الشاعر وكنت أنا الجمهور, تالق يومها فحلق نحو السماء.

طال الليل بنا، ضاقت الدنيا بنا، فلم نجد سوى ذاكرة قلم...وحلم وزهرة وأمل

بدأنا نخط الحدث, كل على طريقته, تعود لي تلك الصباحات حين كنت استيقظ
على شطر فامضي يوما ابحث عن اخر, جاد قلمي بعد غياب حولين, فرحت به, ضممته بشوق, كما لو كان حبيب غائب, احسست اني عدت الى الحياة – أخيرا – عدت عنصرا فيها و ليس شاهدا عليها...

حتى اني تلقيت رسالة قصيرة منه ليهنئني بها على العودة.

كم كان جميلا حتى في ردود أفعاله!!!

وعند ردود أفعاله توقف القلم، اعتراها شعور غريب، ابتسمت قليلا، أخذت تنظر الى قلمها، تلاعبه حينا...وتلاعب أصبعيها به أحيانا، وضعته جانبا، حاولت الهرب منه، كم كان مغريا! علمت تماما انها ان استمرت لن تستطيع مقاومته، كانت على يقين بأنه سيغريها فيروي في لحظات ما تناسته زمنا، نعم...نتاسته؛ فهي يوما لم تنسى! بل انتظره دوما!

ففي الانتظار نعيش طويلا...

نمضي العمر في انتظار الامس... نصحح أخطاءه ونعيد امجاده، نمضي العمر في انتظار الغد باحلامه، نتفانى لتحقيقها، نخطط لها بكل دقة، أملين انه سيأتي على قياسها تماما... ونمضي العمر في انتظار حبيب قد يكون امامنا ولسنا نراه...في انتظار ما يكسر صمت هاتف جوال برسالة قصيرة من عزيز؛ فتطمئن قلوبنا-ان هناك من يزال يذكر.

في الانتظار نعيش لحظات... ولا نعيش لحظات الانتظار!

لحظات تمر بهدوء رمال الساعة... لحظات قليلة تتراكم لتغدو دقائق فساعات فأعمار، ندرك لاحقا انا أهدرناها في الانتظار – متأخرين حتما...

وهي انتظرت طويلا لتكتب عنه، لتجمع قصاصات شعره المبعثرة، لتعيد بعث فصول الحكاية... علمت دوما أنها ستلقاه يوما ولو على بياض الورق...ويبقى السؤال: لم ،بالذات، الان؟

- ساكتب يوما مذكراتي وساروي للعالم حكايتي معك....قالها ضاحكا...أكان يعرف يومها أن كل أحلامها ما هي الا رواية لتروى؟ أكان يعلم أنه لن يملك منها سوى كثير من الحوارات وقليل من الأمل؟

فابتسمت له و قالت: وانا ايضا ساكتب عنك... أكانت تعرف يومها أنها ستنتظر لتكتب عن الحياة التي لم يعيشاها، وعن البيت الذي لم يبنياه، وعن الطريق الذي لم يمشيا فيه سويا؟

هو كل ما أحبت في رجل، هو ليس كالاخرين، فهو مزيج مختلف من القوة والضعف، من الثقة والغيرة، من العقل و الجنون. مزيج من البساطة والعمق والرقي. هو ثاقب واثق، بليغ في صمته، حاد في حديثه. من القلة الحالمة، متفائل و مؤمن دوما. هو من زمن أخر....زمن مختلف، زمن الكلمة والقلم...

هو ببساطة ما تستطيع أن تدعوه "رجل"

تقاطعا في صمت، حين تقاطعت خيوط القدر لتنسج شالا أحمر بعث دفء الحياة في روحيهما. كانت على عجل، بخطى دقيقة، خفيفة كما الندى، غائبة الذهن، لا يعنيها ما يحيط بها ولا يشغلها سوى أن تقطع تلك السلالم لتبلغ وجهتها، يعلو كتفيها ذاك الشال الاحمر، يزيدها بهاء، يلتف حولها كزندين يعانقان حلم العمر... صدمت به أمامها، قادما من عمق الحياة، ليخترق حصون عزلتها، رأى كل منهما نفسه في مرآة الاخر...
ابتسم فابتسمت

********


حان وقت لقاءها، فقررت الذهاب اليها، لم أتوقع بعد تلك السنوات أن تكون كما عرفتها، فلا بد أن الزمن قد ترك بصماته على دنياها...
تأملتها من بعيد دون أن أشعرها بوجودي، حرصت أن أبقى في الخفاء، واكتفيت بمراقبة غموض عفويتها وابتسامتها الرائعة، انتفض جسدي حين رن صوت ضحكتها "الباردة" عاليا في أرجاء المكان

اقتربت منها بخطوات خجولة، لم تلحظ وجودي وسط الجموع- ولا اعتقد أنها يوما فعلت، سمعتها تقول

( يشاء الهوى ما قد يشاء، فمن مفارقات القدر أن تسعد بوحدتك فيأتيك الحب على عجل!! لتذوب بحسرته ثلوج صدرك، وتنفض بيده غبار الكسل عن قلبك)

وقفت مطولا عند تلك المفارقة... عجزت عن التعليق فاعتلت وجهي ابتسامة استغراب من عبثية هذه الحياة، عبثية تدفعك لتقطع طويل المسافات نحو من اعتقدت انك احببت لتجد نفسك امام حب اخر! تدنو منه فيسبقك قلبك اليه...

واصلت حديثها بعد لحظات من الصمت

(نقطع الدروب الى نهايتها... منهمكين بالمسير قدما، فيضحي دافعنا هاجس أعمى في عقل مجنون...)

ثم عادت لصمتها، كان لها من البلاغة قدرا حتى عرفت متى يكون الصمت أوقع صدى
*********

تذكرة للمجهول

في صباحاتي اعتدت أن اتفقد صندوق بريدي "الالكتروني" بصحبة رائحة فنجان القهوة، يرافقنا شجن فيروز الجميل، فربما يحمل مفاجأه قد تغير مجرى حياتي أو رسالة قد يغمرني الفرح بعد قراءتها. وذات صباح ربيعي أبدعه الخالق، توقف قلبي عند دعوة كانت تقبع في ذاك الصندوق لايام، شوشتني فتجاهلتها- لكني لم أقوى على محوها، فعدت لها:

اللقاء السنوي لاندية..............
الزمان: الثالث والعشرون من آذار
المكان: القاهرة

حملت تلك الدعوة في قلبي طوال اليوم، تخاطبت ونفسي مرارا، تعددت دوافعي فكان لا بد من أصدق نفسي؛ لم فرحت بتلك الدعوة الى حد التعلق؟

حضور اللقاء بكل تأكيد سيضيف الجديد لذاكرتي، ولكنه ليس بأهمية ما سأتركه خلفي (غير منجز) لأيام...

أو ربما هو الموعد المنتظر مع الجنون؟ نعم فقد عشقت مدينة لم أسكنها- وهذا درب من الجنون، سكنت روحي في شوارعها وامتلأت عروقي من نيلها، عشت شغف لقائها حتى أضحى هاجسا شغل حواسي، فجاشت مخيلتي بصور لجسورها وضفافها، وسرت في سمعي أصداء صباحاتها وأمسياتها...أكان موعد مع القاهرة التي أحببت؟؟؟

ولكن أيعقل أن يكون هو الدافع؟ فاجأني دوما في حواراته فملأني بالفضول...أردت اكتشافه، أملت مخاطبته وجها لوجه لأنظر الى عينيه في منتصف الحوار، فتلك الحوارات "الالكترونية" لم تعد تشبع رغبتي في اقتحام شخصه.

حتى اليوم أجهل ما دفعيني للمضي قدما، ولكني سئمت من انتظار المجهول فعقدت العزم على أن أخوض رحلتي معه...

بتذكرة سفر قطعتها نحو قدري، سرت باتجاه منعطف جديد وضعني أمام نفسي، فمقعد الطائرة لا ينقلنا بين المدن فحسب بل ينقلنا بين الحكايا فيحررنا بعضها و يأسرنا الأخر، حكايا تربكنا سطورها حين تمزج حرقة الفراق بلهفة اللقاء.

قطعت تذكرة سفر باتجاه واحد - الى المجهول

Rawan Malhas