Tamer Azzam - لا أبالي ؟


أعلمُ أنكَ لم تكن لي يوماً

أعلمُ أنني طاردتُ وهما ً

فراشة ٌ أنتَ .. قد مرت في خيالي

طاردتــُُها

فتعثرتْ أقدامي ..

راقبتــُُها
فتبددت أحلامي

وتفر مني فوق السحابِ وإلى الجبال

لكن "أثر الفراشة لا يزول"

مازلتُ أهفو ويزدادُ انشغالي

قلتُ كذباً لا أبالي

فأنتَ صديقي العزيزُ المثالي

أهنأ ُ إلى جوارِك وتشدُ من إزري

نواجهُ الكون بكل جَلَدٍ واحتمال ِ

نغزو هذهِ الدنيا بحلمٍ مزهرٍ

وفي العيون ِ تطلُ سذاجة ُ الأطفال ِ

لكنني إذ أخلو إلى نفسي فوق وسادتي..

يمزقني الشوقُ وأرقُُ الليالي

أجدُ نفسي تائهة ً في ردهاتِ روحي

وحيدة ً..أرثي لبؤس ٍ قد آل إليه حالي

أهفو إلى لمستك الحنون التي

أحالت الصخر وردا يانعا..

أهفو إلى نظرتك العطوف التي

وجدتُ فيها ملجأ ًً ضائعا ً

ويشبُ الشوقُ نارا يفوق صبري واحتمالي

آهٍ أيها الحنون القاسي

لماذا أنتَ دوما إلى جواري عن اليمين ِ وعن الشِمالِ ِ

أو تدري ؟

لم أكن مغرورة ً حين وقفتُ يوما ..

وهمستُ في أذنيك أنني القمرْ

لا لم أكن أقصد كبرا أو تعال ِ

ولكن لأني يا صديقي الحميمُ الغالي

قمر ٌ .. يدور حولَك يا أرض روحي الوحيدة ْ

لا أملكُ منك الفكاكَ أنا العنيدة ْ !

حتى وأنا أخط ُ أحزاني فوق الورقْ

ملكتَ علي ّ أركان القصيدة ْ

تطلُ علي ّ من كل بيت ٍ وشطر ِ

كشمس ٍ ..قريبةٍ كانت أو بعيدة

لكنها لا تعرفُ أبدا معنى الزوال ِ

لا أبالي ..

وأسائلُ نفسي ما أنا في الغدِ فاعلة ٌعند لقائنا ؟

هل سأظلُ أزعمُ أني لا أبالي ؟

أم ستفضحني تنهدات الشوق ِ وزفرات اشتعالي ؟

تسألني بكل براءةٍ .. لمَ التغير يا عزيزةُ ؟ مالي ؟ ..

فأبوحُ في سري ألفَ مرة أني أحبُك !

ولا يخرج من شفتي ّ غير افتعالي

ونصف ضحكةٍ داريتُ فيها كلَ عشقي

كما داريتُ فيها عصف انفعالي

أتراكَ تعرفُ أيها الخل ُ الطيبُ

أنك قد بدّلت أيامي وأحوالي ؟

أفبعدَ كل العشق الذي كبّلني..

لازلت تسألني؟

رباهُ .. كفاني الله ُ شرَ السؤال ِ !

لكني في يقيني أعرفُ أنني واهمة ٌٌ

وأن حبك أبعدُ من مناليِ

وأعرفُ أن الوصول لقلبك يا قبلة قلبي..

ضربا من المحالِ

فأنا الرفيقة ُ التي يزدان بها عالمك الجميلُ الخيالي

أنا الصديقة ُ التي لا تملكٌ إلا أن تداري كما التمثال ِ

لا يهمْ

أنا لا أبالي

أنا لا أبالي

أنا لا أبالي

يكفي أنى إلى جواركِ كالهرّةِ تلهو بين قطوف العنب،

وفوق ربوع التلال ِ

ومازلتُ أزعم أني لا أبالي

لكنني أخشى من الغيبِ لحظة ً مُرّة

أفقد فيها الصبر بين ظلمات ِ الظلال ِ

وأسأمُ من تمثيل دور ِ صديق البطلْ

وأظل أيضا - وبكل أسف- لا أبالي !

---

Ben Azzam

May 17, 2008