شهيد

مثلك سيدي المسيح، حملتُ إليهم صليبي
فوق ظهري، ومانبستُ ببنت شفةٍ من نحيبي
حافي القدمين أخطو فوق أحلامي وشوكي
أكـــــادُ أنكفئُ من ثقـلِ هذا النصيــــــبِ
متردداً ، قد كنتُ في لحظةٍ أخشــــَـى
أحزان أمي، أتمضى يا ضنايَ قبل المشيبِ؟
وكم حلمتُ ببيتٍ و أشـجار ٍ وأطفــال ِ
وفتاةٍ غازلـت قلبـــــــي وقــــت المغيبِ
وقطي الحبيب من يسقيه بعدى لبن الصباحِ
وتركـتُ أيضاً في المخيم جـَوْزةَ الطيبِ
قد أكون أنزل عن نفسي وبعــض حلمي
لكنـــّما الغضبُ يا سيدي أعمــى الدروبِ
وقد أروني الذلَ في أرضي وفي عرضي
ورأيت ُ أمي إذ يـباحُ مـِـغزلها الحـبيبِ
ورأيتُ أبتِ قد القوهُ أرضاً وعـبـثوا
وأحرقوا أزهـاراً ناديتهــــــا ، ألاّ تـغيـبي
ورصاصةٌ أصابت ظهر أخي فـتَبَســَم
وفوق أكتافي حمـلته فى يوم ٍ كـــــئيبِ
فالعفو إن أعصي لك الأمر إنما عذري
أن الله ربي، وهو عليهم حسيبــــــــــي
أنا لــن أُسَعــِّرَ لــهم خديَّ الأيســـر!
فأنا أسـير ٌ، و دمّي مشاعل من لهيبِ
والناسُ غـيرُ النـاسِ يا سيدي السمـــحُ
وإن سالمـتَ اليـوم ألقــوكَ إلى الكعوبِ
ويقول آبتِ يا يوسُفَ قد أضــــــاعونا
بدراهـمَ بخسـةٍ إخــوانك فـــى العروبِ
أو هم مزقوا علينا الخدود تـَنـَـــــدُمـــاً
ورأسـهم فى الرمـل ، يا قهرة المغلوبِ
قد جرعتَ الذل و أنـتَ نــخلٌ واقـــفٌ
فاضربْ و لـو بحجرٍ فوق رأس الغريبِ
مثلك سيدي المسيح حملتُ إليهم صليبـي
غيـرُ أني دققتُ في أعناقهم ثقلَ القضيبِ
كقــطٍ نبشـتُ أظفــاري بين لحومـــــهم
آلمتهم ، ولمـحتُ أنوار النصر القريبِ
فجرتُ نفسي وتناثرتْ أشلائي و قـطعــي
غير أنى لم أمـت ، إنني نبــضُ القلوبِ

TAMER AZZAM
APRIL 11, 2002