في المطعم

جذب لي المقعد و برقةٍ أجلسنــــي
بــشَّ في وجهي الخجول أربكنــي
نظر في قائمة الطعام داعبـــــني
" كل هذا الطعام ما اليوم يشبعنـــي"
نشر المزاح فكان الليل ُ كالحــــلمِ
لم اعد أملك نفسي أنت تضحكــنـي
أمسـك بيديّ و حدق في عيــــوني
أثنى على قصة شعري على حسنــي
قد تهتُ في حدقـات عينيه ، بحيرتان
و أفقتُ على رعدة الهمس في أذنــي
قال عفواً يا صغيرة ُ قد حان الفراق ُ
جنـة ٌ أنتِ ، لكنهــا لا تناسبنــي
و الحب كالبحـر ِ لن نأمـن غياهـبه ُ
سيكفيكِ الغد ُ غيري و لسوف يُغْـنـي
أخذ القرارَ و راح يعدد محاسنـــه ُ،
ألفــاً من العباراتِ قد راح يسمعنـي
لم أعد أسمعُ حرفاً مما يقول أو يهـذي
صوته العذب صار أشباحــا ً تطوقني
أيها القاسي رويدك دع لـــي فرصة ً
كي أعي أنك تهدم أركان كونــــي
ليس شعراً ما تقول فدع عنك السهــاد
ربــاه نال الدوار منــي و زلزلني
ما بال هذه الدنيـا قد ِ استحالت سرمدا ً
صار النسيم الحـلو إعصـاراً يبعثرني
لست َ الأميرَ الذي لعرش الحب يحملني
أين الحصـانُ الذي قد كاد يخطفنــي
هذه العينان بالأمس كانت ملجـــأي
و اليوم طــلّ الغدرُ من كل جفـنِ
يالزّمـان أبعد سحاب الحلم تلقينـي
أهوي ِ إلى العبراتِ و الأشجان ِ و الحزنِ
و ما تزالُ يديّ الصغيرتـان حبيسة ً
بيديه ِ ، كلا... إليـــــك َ عنــي
سحبـت ُ طيري الرقيقَ من بين شباكه ِ
لا إنّ روُحــي التي تنسحبُ منــي
غمامة ٌ طافت في محيطِ العين ِ دفنتـُها
لن ترى دمعي و لا انكسارات غصني
لملمت ُ نفسي من بين أطلال الشعـور
شكراً على الدور النبيــل يسعـدنـي
قد حان وقتُ الرحيل و انتهـت الحكاية ْ
لا تزييف بعد ُ فإن الجدل يرهقنــي
قال حسبُـكِ إن الأمــرَ فقــط قدرُ
لا تجعليه عليّ صعباً فهو حق يؤلمنـي
خطفت ُ الضحكة َ الثكلى على ثغـري
أفراقـي عزيزٌ عليك ؟ و الأمر يعني؟
كلـّفتَ نفسك حقا ً فقط أجبنـــي
أعلى العشــاء ِ دعوتني أم لتنهشني؟
BEN AZZAM
August 1st , 2004